﴿ على الوعد يا كمون ﴾ ۞۞۞۞۞۞۞ هو أحد الأمثال الشعبية التي تطلق على من يخلف وعده دائمًا ولا يصدق مع الآخرين في قوله ، فالكمون من النباتات التي لا تحتاج إلى السقي الكثير ، فكان الفلاحون يتجاوزونه عند سقي المزروعات ولا يهتمون به كثيرًا لقوة تحمله العطش. وهناك أسطورة تزعم أن الكمون احتج على ذلك ذات مرة وطلب مساواته بباقي المزروعات ، فكان الفلاحون يعدونه بالسقي ، وينكثون وعدهم دائمًا ، فذهب بهذا مثلًا ، وعنه يقول الشاعر : لا تجعلوني ككمون بمزرعة 4 العلامة النجمية إن فاته السقي أغنته المواعيد . قصة المثل : للمثل رواية أخرى تحكي أنه في قديم الزمان كان هناك مملكة كبيرة يحكمها ملك ظالم وفَاْسِد ، وكان يقتل كل عالم عاقل فيها ، ومن فرط جوره وظلمه أنه كان يستبيح أموالهم ونساءهم وأطفالهم ، وكان في تلك المملكة يعيش رجلًا حاد الذكاء أراد أن يوقف هذا الظلم ، فتحدى الملك على مرأى ومسمع من الناس ، وقال له أتحداك أن تقتلني أمام الجميع ، فقال الملك قبلت تحديك غدًا سأقتلك بالسم أمام جميع الناس. وبسرعة أرسل الملك لأمهر صانعي السموم ليحضرو له أقوى سم ، وفي اليوم التالي حضر الرجل الذكي والملك كمون في ساحة المملكة ، ولما هم الجنود بإعطاء السم للرجل ، قال ولكن لي شرط أيها الملك : إذا لم أمت الآن بالسم سوف أصنع لك سم يقتلك فوافق الملك لأنه كان متيقن من قوة مفعول السم الذي قدمه الجنود للرجل الذكي. وكان هذا الرجل قد اتفق مع زوجته أن تصب عليه برطمان من العسل بعد تناوله للسم ، وترميه بكرة من النحل ، وبالفعل فعلت الزوجة كما طلب منها زوجها بمجرد تناوله للسم ، فأخذ النحل يمص الدم المسموم من العسل الذي يغطي جسده ، وبعد أيام شفي الرجل من أثر السم ولسعات النحل. فذهب إلى الملك وقال له : أواعدك بالوعد وأسقيك يا كمون ، ويقصد بذلك أذكرك بالوعد أيها الملك لأسقيك السم ، واستمر كمون يمر على الملك لمدة عشرة أيام يذكره فيها بالوعد حتى مات الملك الظالم من الخوف والانتظار لا من تناول السم.