🤍✨ #قصة_و_عبرة✨🤍 🤍✨ الخليفة أبو جعفر المنصور.. 🤍✨ هو: عبد الله بن محمد بن علي بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، أبو جعفر المنصور، وكان أكبر من أخيه أبي العباس السفاح، وأمه أم ولد اسمها:، سلامة. وروى عن جده، عن ابن عباس: «أن رسول الله ﷺكان يتختم في يمينه». 🤍✨ أورده ابن عساكر، من طريق محمد بن إبراهيم السلمي، عن المأمون، عن الرشيد، عن المهدي، عن أبيه المنصور، به. بويع له بالخلافة بعد أخيه في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وعمره يومئذ إحدى وأربعون سنة، لأنه ولد في سنة خمس وتسعين على المشهور في صفر منها، بالحميمة من بلاد البلقاء، وكانت خلافته ثنتين وعشرين سنة إلا أياما. 🤍✨ وكان أسمر اللون، موفور اللمة، خفيف اللحية، رحب الجبهة، أقنى الأنف، أعين كأن عينيه لسانان ناطقان، يخالطه أبهة الملك، وتقبله القلوب، وتتبعه العيون، يعرف الشرف في مواضعه، والعنف في صورته، والليث في مشيته، هكذا وصفه بعض من رآه. وذكر الخطيب أن أمه سلامة قالت: رأيت حين حملت به كأنه خرج مني أسد فزأر واقفا على يديه، فما بقي أسد حتى جاء فسجد له. وقد رأى المنصور في صغره مناما غريبا كان يقول: ينبغي أن يكتب في ألواح الذهب، ويعلق في أعناق الصبيان. قال: رأيت كأني في المسجد الحرام وإذا رسول الله ﷺفي الكعبة والناس مجتمعون حولها، فخرج من عنده مناد: أين عبد الله؟ 🤍✨ فقام أخي السفاح يتخطى الرجال حتى جاء باب الكعبة فأخذ بيده فأدخله إياها، فما لبث أن خرج ومعه لواء أسود. ثم نودي: أين عبد الله؟ فقمت أنا وعمي عبد الله بن علي نستبق، فسبقته إلى باب الكعبة فدخلتها، فإذا رسول الله ﷺوأبو بكر وعمر وبلال، فعقد لي لواء وأوصاني بأمته وعممني عمامة كورها ثلاثة وعشرون كورا، وقال: «خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم القيامة». وقد اتفق سجن المنصور في أيام بني أمية فاجتمع به نوبخت المنجم وتوسم فيه الرياسة فقال له: ممن تكون؟ 🤍✨ فقال: من بني العباس. فلما عرف منه نسبه وكنيته قال: أنت الخليفة الذي تلي الأرض. فقال له: ويحك ! ماذا تقول؟ فقال: هو ما أقول لك، فضع لي خطك في هذه الرقعة أن تعطيني شيئا إذا وليت. فكتب له، فلما ولي أكرمه المنصور وأعطاه وأسلم نوبخت على يديه، وكان قبل ذلك مجوسيا، ثم كان من أخص أصحاب المنصور. 🤍✨ وقد حج المنصور بالناس سنة: أربعين ومائة وأحرم من الحيرة، وفي سنة أربع وأربعين، وفي سنة سبع وأربعين، وفي سنة ثنتين وخمسين، ثم في هذه السنة التي مات فيها. وبنى بغداد والرصافة والرافقة وقصره الخلد. قال الربيع بن يونس الحاجب: سمعت المنصور يقول: الخلفاء أربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي. والملوك أربعة: معاوية، وعبد الملك بن مروان، وهشام بن عبد الملك، وأنا. 🤍✨ وقال الأصمعي: أتى المنصور برجل ليعاقبه فقال: يا أمير المؤمنين ! الانتقام عدل والعفو فضل، وتعوذ أمير المؤمنين بالله أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبين، وأدنى القسمين، دون أرفع الدرجتين. قال: فعفا عنه. وقال الأصمعي: قال المنصور لرجل من أهل الشام: احمد الله يا أعرابي ! الذي دفع عنكم الطاعون بولايتنا. فقال: إن الله لا يجمع علينا حشفا وسوء كيل: ولايتكم والطاعون. والحكايات في ذكر حلمه وعفوه كثيرة جدا. ودخل عمرو بن عبيد القدري على المنصور فأكرمه وعظمه وقربه وسأله عن أهله وعياله، ثم قال له: عظني. فقرأ عليه سورة الفجر إلى: { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } [الفجر: 14] . فبكى المنصور بكاءً شديدا حتى كأنه لم يسمع بهذه الآيات قبل ذلك، ثم قال له: زدني. 🤍✨ فقال: إن الله قد أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها، وإن هذا الأمر كان لمن قبلك ثم صار إليك هو صائر لمن بعدك، واذكر ليلة تسفر عن يوم القيامة. 🤍✨ فبكى المنصور أشد من بكائه الأول حتى اختلفت أجفانه، فقال له سليمان بن مجالد: رفقا بأمير المؤمنين. فقال عمرو: وماذا على أمير المؤمنين أن يبكي من خشية الله عز وجل. ثم أمر له المنصور بعشرة آلاف درهم، فقال: لا حاجة لي فيها. فقال المنصور: والله لتأخذنها. 🤍✨ فقال: والله لا آخذنها. فقال له المهدي وهو جالس في سواده وسيفه إلى جانب أبيه: أيحلف أمير المؤمنين وتحلف أنت؟ فالتفت إلى المنصور فقال: ومن هذا؟ فقال: هذا ابني محمد ولي العهد من بعدي. فقال عمرو: إنك سميته اسما لم يستحقه لعمله، وألبسته لبوسا ما هو لبوس الأبرار، ولقد مهدت له أمرا أمتع ما يكون به أشغل ما يكون عنه. 🤍✨ ثم التفت إلى المهدي فقال: يا ابن أخي ! إذا حلف أبوك وحلف عمك فلأن يحنث أبوك أيسر من أن يحنث عمك، لأن أباك أقدر على الكفارة من عمك. ثم قال المنصور: يا أبا عثمان ! هل من حاجة؟ قال: نعم ! قال: وما هي؟ قال: لا تبعث إلي حتى آتيك، ولا تعطني حتى أسألك. فقال المنصور: إذا والله لا نلتقي. فقال عمرو: عن حاجتي سألتني. فودعه وأنصرف. 🤍✨ فلما ولى أمده بصره وهو يقول: كلكم يمشي رويد * كلكم يطلب صيد غير عمر بن عبيد *