🤍✨ #قصة_و_عبرة✨🤍 🍂سبب_نجاح_الصحابة رضي الله عنهم في بناء الأمة ، هو انه لم يكن عندهم (عقدة النقص) الموجودة عند كثير من الأمة الآن !! بل كانت عزتهم في امتلاكهم أجوبة الأسئلة الكبرى ، وتأكيدهم على تفاهة الحياة الدنيا وحقارتها مقارنة بالنعيم الأبدي !.. فلا يفرح الكافر بأكثر من أن يبهرك بنمارقه المذهبة وزينته العظيمة ، فالإنكسار لفتنته ينهي المعركة قبل أن تبدأ ! ومن أجل ذلك لم ينبهر الصحابة بالحضارات التي كانت في وقتهم ! بل كانوا يقولون مرارا وتكرارا أنهم جاؤوا لإنقاذ هذه الحضارات من جاهليتها ! انظر إلى الصحابي الجليل ربعي بن عامر -رضي الله عنه- حين دخل على رستم عظيم الفرس وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت والآليء الثمينة والزينة العظيمة ، وعليه تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة ، وقد جلس على سرير من ذهب ، فقالوا له : ضع سلاحك . فقال : إني لم آتكم وإنما جئتكم حين دعوتموني ، فإما تركتموني هكذا وإلا رجعت . فقال رستم : إئذنوا له ، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها، فقالوا له : ما جاء بكم ؟ فقال : الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ..!! انظر إلى احتقاره لزينة الكافر وبهرجه. انظر إلى اعتزازه بجواب الأسئلة الوجودية الكبرى التي يحملها ، والتي تنخرق أمامها كل زينة الدنيا ومتعها ! ( فإجابة الأسئلة الوجودية الكبرى ترقى بمالكها وتسقط بمفتقدها ) . وعند هذه النقطة لابد من إلماحة وهي أن : هذا الانتقاص والإستعلاء الشرعي على المنجزات الحضارية والفنية قبيل مبعثه - صلى الله عليه وسلم - ليس ذما لتلك المنجزات لذاتها ، وإنما لأن أصحابها لم يتزكوا ويتنوروا بالوحي والعلوم الإلهية ، فلم يصلوا إلى الرقي والسمو الحقيقي وهو مرتبة العبودية ، وإنما بقوا في حضيض المنافسة الدنيوية . هذا الموقف النبوي أدق ما يبيّن أن (الإنتفاع بما لدى الغير) لا يقتضي (الانبهار بهم) ، وأن (الذم لواقعهم) لا يتعارض مع (الإستفادة من الحكمة) التي هي ضالة المؤمن. والخلاصة أنه مع ما يوجد على هذه الأرض من العلوم المدنية والفلاسفة والأدباء لا وزن لهم في ميزان الله سبحانه وتعالى سواء في عربهم أو عجمهم إلا بحق اتباع التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى. ولذلك فإن الله سبحانه لما بعث نبيه في جزيرة العرب لم يبعثه ليقول للناس : يا معشر العرب أنتم تعانون من التخلف المدني ويجب عليكم أن تتجاوزوا جفوة عروبتكم وتتعلموا من الأمم المتقدمة ولم يقل لهم يجب عليكم أولا ان تقفوا موقف التلميذ أمام علوم المنطق والطب والفلك والفلسفة ونحوها ثم تدعوا الناس ولم يقل لهم اعرفوا قدر انفسكم أمام الحضارات الأخرى ولم يقل لهم : يجب أن تشاركوا الأسرة الدولية في سعادة الجنس البشري عبر الابداع المعرفي والتقني . ولكن أمرهم الله تعالى أن يبلغوا الناس بلا إله إلا الله ومقتضياتها ودين الإسلام وعدله ورحمته وكل هذا في إطار واحد وهو ( إفراد الله بالوحدانية والعبودية وما يتبع ذلك من شعائر وشرائع ) .