قصص وعبر

يحكي أنه في قديم الزمان ، أيام الحرب العالمية الثانيه ، كان هناك صديقين مقربين جدًا في الجيش العثماني ، أصيب أحدهما أثناء القتال ، فحمله صديقه ثم هرب به إلى إحدى الأحياء السكنية القريبة منهما . وأثناء ذهابهما أطلقت قذيفة قريبة منهما ، فأصيب الآخر ولم يعد يقدر على حمل صديقه ، لأنه مصاب فاضطر أن يتركه ، وأكمل هو المسيرة من دونه ، حتى وصل إلى أحد المنازل السكنية القريبة ، وحينها أغشي عليه ووقع أمام أحد المنازل من شدة التعب . وفي الصباح خرجت صاحبة المنزل لكى تطعم الطيور التي في الحديقة ، وعند انتهاءها من ذلك ، همت بالدخول إلى المنزل ، عندها انتبهت إلى الرجل المرمي على الأرض أمام منزلها ، فخرجت له مسرعة فورًا ، وطلبت مساعدة الجيران في حمله إلى داخل البيت وظلت تعتني به عدة أيام ، حتى عادت له صحته . انتبه الرجل أن المرأة وحيدة وأن لها أخا يتردد عليها بالمنزل باستمرار ، عندها طلب أخوها منه الرحيل بعد أن تعافا خوفًا على أخته وعلى سمعتها ، لكن أخته رفضت لأنها تعلقت به وتعلق بها ، فطلب منه الزواج بأخته فوافق فورًا ، وبعد سنة من الزواج ، أخبر الرجل زوجته أنه متزوج وعنده أولاد ، وأنه لا يعرف أخبارهم منذ اندلاع الحرب ، وأنه يتمنى أن يقوم بالاطمئنان عليهم . فسمحت له فورًا زوجته الطيبه أن يسافر الى أهل بيته ويطمئن عليهم ، وأخبرته بأنها حامل وفي الأشهر الأخيرة ، وكانت تقصد بإخباره ذلك أن تذكره بألا يتركها وحيده ، فرد عليها قائلًا : (أنا أعلم وسوف أعود قبل ميعاد ولادتك وسأكون بجانبك). وفي صباح اليوم التالي ودعها وسافر ، ثم جاء وقت ولادتها ، ووضعت الزوجة صبيًا جميلًا ، لكن الرجل لم يعد ، ومرت الأيام والسنون ، ولم يعد الرجل ثانية وكبر الصبي ، واهتم أخوها بتربية الصبي معها . دخل الصبي المدرسة ، وكان كل يوم يسأل أمه عليه ، متى سيعود أبي ، فكانت تقول له سوف يعود ، كبر الصبي وأصبح عمره ثمانية سنوات ، فسأل أمه بحزم متى سيعود أبي يا أمي عندها ردت أمه عليه قائلة (الغائب عذره معه)، ومنذ ذلك الحين ، أصبحت جملة ( الغائب عذره معه ) مثل شهير تناقل عبر الأجيال ، ويطلق على الشخص الذي يغيب ولا ندري سبب غيابه .

تم النسخ
احصل عليه من Google Play