🍃🌸قصة وعبرة🌸🍃 كان أحد السلاطين العثمانيين قد سمع بوجود ( عالم كبير ) فأحب أن يراه فاستدعوه فرآه رجلا عاديا بسيط في شكله وملبسه ( فاستحقره ) فأراد أن يصرفه ولكن كيف يصرفه وهو الذي استدعاه فقال في نفسه أسأله سؤالا ثم أصرفه فسأله قائلا ( ماهو أفضل وأجمل ما في هذه الدنيا ) والعالم بفراسته فهم قصد السلطان فقال في نفسه سأجيبه على قدر عقله فرد عليه ( ان أفضل وأجمل ما في هذه الدنيا أن تأكل وتشرب من أفضل أنواع الطعام والشراب وتلبس من أجمل الثياب ولا شيء غيره ) فلم يعجب السلطان إجابته وقال لمن حوله أعطوه بعض المال واصرفوه فقال ( العالم ) أنا لست في حاجة الى المال ولا غيره ولكن قبل أن أغادر سأدعو لك دعوة ( وأسأل الله بأن يفتح شهيتك للأ كل والشرب فتأكل وتشرب من أفضل وألذ أنواع الطعام والشراب وأسأله تعالى بأن يمسك عليك = أسفلك = فلا تستطيع إخراج ما في بطنك ) وبعد خروج ( العالم ) أصبح السلطان له شهية كبيرة للأكل والشرب فأخذ يأكل ويشرب أنواع شتى وبلهفة شديدة ومضى اليوم الأول والثاني وامتلأت المعدة فحاول إخراج ما في معدته فلم يستطع وفي اليوم الثالث أخذ يتلوى ويصرخ من شدة الألم وجاءه الأطباء من كل مكان فل يستطيعوا فعل شيء وهنا تذكر ( العالم ) فصرخ هو طبيبي فاستدعوه فجاءه فترجاه السلطان بأن يعالجه فرد عليه ( كل شيء بثمنه )قال أطلب ماشئت قال أريد ( الولاية الفلانية ) قال هي لك قال أكتب وثيقة بذلك تختم بختمك ويشهد بذلك وزرائك ففعل السلطان ما أراده فقرأ عليه شيء من كتاب الله ومسح على بطنه فتنفس السلطان قليلا قال له ما فعلت شيئا قال على قدر ما أعطيتني أعطيتك فاذا أردت المزيد فاعطني المزيد قال أطلب ماشأت قال أريد ( الولاية الفلانية ) قال هي لك فكتب وثيقة أخرى كما فعل سابقا وشهد الوزراء بذلك فقرأ عليه آيات من كتاب الله ومسح على بطنه فتنفس السلطان قليلا فأعاد عليه القول فرد عليه بمثل ما سبق ( على قدر عطائك أعطيتك ) وهكذا من ولاية الى أخرى حتى أخذ جميع الولايات التي تحت سلطانه فقال له السلطان ( ولكن المعدة لم تفرغ ما فيها من الفضلات ) فرد عليه ( العالم ) ( كل شيء بثمنه ) قال لم يبقى شيء فقد أخذت كل الولايات فقال له - تتنازل عن جميع ملكك ( عدا أرض الحرمين فلست مسئولا عنهما ) وما تملكه من الكنوز تعطيني اياها قال هي لك المهم أن تنقذني مما أنا فيه - فكتب وثيقة بذلك وشهد وزرائه عليه فقرأ عليه شيء من كتاب الله ومسح على بطنه فقام السلطان كالمصروع يجري الى دورة المياه وأفرغ ما في معدته من الفضلات وبعد أن ارتاح عاد إلى مجلسه فوجد ( العالم ) جالسا على عرشه ومن حوله الوزراء وأعيان الدولة فقال له العالم = ماذا تريد منا الآن فليس لك شيء هنا وليس لك مقام بيننا فاخرج من هنا = فنكس السلطان رأسه ولم ينطق بكلمة واحدة وأدار وجهه وأخذ يجر قدميه جرا نحو الباب وعندما وصل لدى الباب استوقفه ( العالم ) وقال له ارجع فلدي كلمة أريد أن أقولها لك قبل أن تخرج وعندما جاءه قام ( العالم ) وأمسك بيد السلطان وأجلسه على عرشه وأخذ الوثائق التي كتبها ومزقها وألقى بها جانبا وقال له = اسمع أيها السلطان أنا لست في حاجة الى ملكك ولا إلى كنوزك وإنما فعلت معك ذلك لتعلم ما هي قيمة هذه الدنيا = ألم تعطيني جميع الولايات التي هي تحت سلطانك مقابل ( ريح أخرجتها من بطنك ) وأخيرا ألم تتنازل لي عن ملكك كله وأعطيتني جميع كنوزك مقابل ( فضلات أخرجتها من معدتك وألقيت بها في دورة المياه ) ( فهل عرفت الآن قيمة هذه الدنيا ) وعندما أراد ( العالم ) الخروج من عند السلطان ترجاه وألح عليه بأن يبقى عنده فرفض وقال = أيها السلطان إن شئت أن تفعل معي خيرا فرجائي أن ( تدفنني في المكان الذي أموت فيه ) وخرج وبعد فترة وجيزة جاء خبر وفاة ذلك ( العالم ) فقام السلطان وذهب الى مكان وفاته وصلى عليه ودفنه في نفس المكان حسب وصيته وبنى مسجدا بجوار قبره ( وهذا المسجد مازال موجودا حتى الآن في إحدى قرى تركيا ) والقصة كاملة نحتت على لوح من الصخر موجود هناك حتى يومنا هذا وأخيرا ( يامن كانت الدنيا أكبر همكم ) هل مازلتم تركضون خلف حطام هذه الدنيا الفانية بعد أن قرأتم هذه الواقعة وبعد أن سمعتم قوله ( صلى اللّه عليه وآله وسلم) بأن الدنيا لاتساوي عند اللّه جناح بعوضة.