سمعت الأم صوت كسر زجاج فخرجت مسرعة خوفا على طفلتها من الزجاج المتناثر . وجدت كوبًا مكسورًا و قد تناثرت أجزاؤه على الأرض . أبعدت الأم ابنتها عن مجال تناثر الزجاج .. و لأن الكوب يرتبط بذكرى عزيزة على قلبها، فقد بدأت تجمع القطع الكبيرة التي يمكن بها إعادة بنائه من جديد . أما القطع الصغيرة المؤذية فقد قامت بجمعها بحرص ووضعتها في كيس سميك كي لا تؤذي أحدًا ورمت بها في عمق سلة المهملات. ثم بدأت بمحاولة إصلاح الكوب بعناية .. و لكونها تمتلك حسًا و معرفة فنية قامت بتزيينه ببعض الخامات المتوفرة في المنزل حتى صار تحفة فنية. لم يعد يصلح للشرب ولكنها ستحتفظ به كذكرى . عندما ينكسر شيء ما في إحدى العلاقات الإنسانية العزيزة على القلب، فأول ما يجب عمله هو إبعاد الأطفال لئلا يتعرضوا للأذى إن بقوا في مجال تناثر الأقوال و الأفعال المؤذية . و بعد انتهاء مرحلة التناثر، يتم التركيز على لم الشمل باستدعاء المواقف الإيجابية وحسنات الطرف الآخر . أما ما تناثر أثناء الكسر من صغائر الأقوال والأفعال فيجب جمعها بحرص ووضعها في غلاف متين من المحبة يمنع وصول أذاها مرة أخرى .. و من ثم إلقاؤها في أعمق نقطة في عالم النسيان . و ما تم لمه بدايةً من المواقف الإيجابية والحسنات؛ يُعاد بناؤه كهيكل جديد . غالبًا ما ستظهر به بعض الثغرات والعيوب التي يمكن تجميلها بتعلم أساسيات فن التعامل و حسن العِشْرة . والأهم من ذلك التركيز على ما يحتويه من ذكريات رائعة لمواقف جميلة جمعت بين أطراف العلاقة ربما لسنوات أو عقود عدة . قال الله تعالى: و لا تنسوا الفضل بينكم ما أكثر الانكسارات في العلاقات بين البشر .. و الانكسار لا يعني النهاية، و إنما بداية جديدة بشكل مختلف .. تعتمد على على نبذ السيء و التركيز على الحسن .. وتلك من شيم الكرام بعض الإنكسارات قد تمنحنا بدائل أجمل