#قصة_وعبرة قرأت قصة من كتاب حديث الصباح وكان العِنوان الملافظ سَعْد وتروي القصة عن ملك رأى في منامه أن أسنانه كلها سقطت أمامه وهو ينظر إليها! فطلب من أحد المفسرين تأويل روأياه، فقال له المُفسّر: سيموت كل أقاربك أمام عينك! فغضب الملك عضبًا شديدًا وطلب بحبس المفسّر، وطلب مفسرًا آخر، فقص عليه الرؤية فقال له المُفسّر: أيها الملك سيموت جميع أهلك أمامك! غضب الملك غضبًا أشد من غضبه الأول وما كان منه إلا أن طلب بحسبه مع المُفسّر الأول! ولمَّا أستراح وسكتَ الغصبُ عنه طلب مفسرًا ثالثًا، فلما حضر بين يدي الملة وقصّ عليه رؤياه، ابتسم وقال: رأيتَ خيرًا أيها الملك، ستكون أطول أهلكَ عُمْرًا! التأول الأخير لا يختلف من حيث المضمون عن التأويلين الأوّلين، ولكنه لا شك يختلف من حيث الأسلوب! هناك من يقول نصف الكوب فارغ، وهناك من يقول نصف الكوب ممتلئ، النتيجة واحدة من حيث المضمون ولكن المسافة شاسعة بين أسلوب وأسلوب! عليّنا أن نختار مفرداتنا بعناية كما نختار ملابسنا وعطورنا، لأن الكلام أناقة لا تَقِل أهمية عن أناقة الثياب