📝الملك الحائر كان أحـد المـلـوك القـدماء سـميـنا كثـير الشـحم واللحـم يـعـاني الأمرين من زيادة وزنه فجـمع الحـكمـاء لكي يجـدوا له حـلا لمـشـكلته ويخـفـفـوا عنه قلـيلا من شحمه ولحمه . لكن لم يستـطيـعوا أن يعـملوا للمـلك شيء. فجـاء رجـل عاقل لبـيـب متـطبـب . فـقـال له المـلـك عالجـني ولك الغـنى . قال : أصـلح الله المـلك دعني حتى أنظـر الليـلة في طالعك لأرى أي دواء يوافـقه . فلمـا أصـبـح قال : أيهـا المـلك الأمــان . لـما أمنـه قال : رأيت طالعـك يـدل على أنه لم يـبق من عمـرك غـير شـهر واحـد فإن إخـترت عالجـتك وإن أردت التأكد من صدق كلامي فاحبـسـنـي عنـدك ، فإن كان لقولي حقـيـقة فـخل عني ، وإلا فاقـتص مني . فـحبـسه ... ثم أحتـجب الملك عن الناس وخـلا وحـده مغـتمـا ، فكلما انسلخ يوم إزداد همـا وغمـا حتى هزل وخف لحـمه ومضى لذلك ثمان وعشرون يوما وأخرجه، فقـال ماترى ؟ فقال المـتطـبـب : أعـز الله المـلـك أنا أهون على الله من أن أعلم الغـيب ، والله إني لا أعلم عمـري فكـيف أعلم عمـرك !! ولكن لم يكن عنـدي دواء إلا الغـم فلم أقدر أجلب إليك الغـم إلا بهـذه الحـيـلة فإن الغـم يذيب الشـحم . فأجازه الملك على ذلك وأحسـن إليه غاية الإحسان وذاق الملك حلاوة الفـرح بعـد مرارة الغم. 📚قصص من التاريخ