قصص وعبر

تزوج صديق الشيخ بدر الثوعي فأرسل له الشيخ هذه الرسالة: ‏ تحية طيبة وبعد: ‏أنت الآن في أيام دهشاتك الأولى، ولحظات ألذ من أن توصف. هذا أمر تعلمه؛ فما الذي أتيت لأخبرك به؟ أتيت لأحذرك ممن يوهمك أنها لحظات وتنتهي، وأن جذوة الحب ستنطفئ مع الأيام، إياك وإياهم: هؤلاء قوم لا يرون للقلب وظيفة غير نقل الدم. أخوك يدرج في سنته الحادية عشر منذ لحظات اللقاء المقدس، ولا أزال بحمد الله أعيش ذات الدهشات اللذيذة، نسافر ونمرح ونلعب ونتعانق بنكهة اللحظات الأولى، فطاقة الحب لا تنتهي؛ بل تتشكل مع مراحل العمر: فترى في قبلة، وترى في طفل يسير أمامكما، وترى متجددة متشكلة حتى تكون على هيئة عصا تقوم اعوجاجنا الثمانينيّ. ‏إياك -يا نسخة الروح- ممن يحثك على الاقتصاد من الحب، ويمط شفتيه مدعيا الخبرة بالنساء وشؤونهن، وأنهن يفسدن بالعطاء: لا وألف لا .. الحب بئر كلما منحت منه تنامى، والفتيات أرق الكائنات وأكرمهن عطاء .. ما أنت فيه اليوم بداية وليست مرحلة تنسى ستجمعون حطبًا من الذكريات ‏توقدونها في شتاء الظروف القاسية. المسؤوليات الأسرية يا حبيبي ستزيد اقترابكما، وسيبقى الحب والصداقة بينكما ما دامت الدنيا بإذن الله، ‏والفتاة تتشكل بحسب من أمامها: فإن كان بخيلا بماله ومشاعره استحالت وردة بلاستيكية من طول هجرانه وانعدام سقايته، وإن كان معطاء -شرواك- ضوعت أيامه عبيرا، وملأت دنياه جنة وحريرا. هذه الأيام منصة قفز لعوالم أعلى في الحب، ومن ثبطك فصد عنه، واركض بقلبك هذا مغتسل بارد وشراب. ‏محبتي التي تعلم ‏بدر .

تم النسخ
احصل عليه من Google Play