قصص وعبر

🔸 بما رأيتُ أم بما سمعتُ دخل مُقاتل بن سلیمان على المنصور يوم بُويع بالخلافة فقال له المنصور : عظني يا مُقاتل! فقال : أعظُك بما رأيت أم بما سمعت يا أمير المؤمنين! فقال المنصور : بلى بما رأیت فقال مُقاتل : يا أمير المؤمين إن عمر بن عبد العزيز أنجب أحد عشر ولداً وترك ثمانية عشر ديناراً كُفن بخمسة دنانير واشتُري له قبر بأربعة دنانير ووزع الباقي على أبنائه وهشام بن عبدالملك أنجب أحد عشر ولداً ولما اقتسموا تركته قسموا بعض الذهب بين الورثة بالفؤوس والله يا أمير المؤمين : لقد رأيت في يوم واحد أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدق بمئة فرس للجهاد في سبيل الله وأحد أبناء هشام يتسول في الأسواق . العبرة الأولى : يحفظ الله الأبناء بصلاح الآباء فهذا عمر ابن عبد العزيز أموال الدنيا بين يديه فلا يأخذ أكثر من راتبه ولم يكن راتبه يكفي عاملاً بسيطاً فضلا أن يكفي خليفة ويوم قسم أموال بیت المال غسله بالماء والطيب وصلى فيه ركعتين شكرا لله أن أخرج من الناس للناس فمات تاركاً أولادة فقراء فأغناهم الله وهنا موسى وصاحبه الخضر يُقيمان جداراً ليتيمين نبي من أولي العزم وعبد صالح فاق علمه علم نبي يقيمان جدار يتيمين السبب واحد {وكان أبوهما صالحا} ويقول الله : {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا} إنه تأمین حلال على الحياة في بنك التقوى . . العبرة الثانية : هناك شيء اسمه البركة حين يطرحه الله في شيء يكفي قبيلة وحين ينزعه من شيء لا يكفي الواحد إننا نسمع كل يوم عن تاجر أفلس ولكننا لا نسمع كل يوم عن فقیر مات من الجوع الغني الذي تنقصه البركة فقر آخر والفقر الذي تزينه البركة غنى آخر المال الذي يُجمع من حرام على مدار سنوات يستطيع الله أن يجعلك تدفعه في يوم واحد لهذا لا تبحث عن الكمية بل عن النوعية إذا كان الحلال سيذهب فالحرام سيذهب وأهله وتذكروا دوماً ليس للأكفان جيوب كل ما جمعته من حلال وحرام ستتركه خلفك يستمتع به من بعدك وتُحاسب عليه وحدك وأيما لحم نبت من حرام فالنار أولی به .وليخش الذين لو تركور من خلفهم ذرية ضعافا خافو عليهم فليتقو الله وليقولو قولا سديدا..

تم النسخ
احصل عليه من Google Play