قصص وعبر

فضفضة 🍃 صبّحكم الله بالخيرات.. تزوجتُ منذ أربعة عشر عامًا، رزقني الله بابنتي مريم بعد زواجي بعام، ثم ظللتُ بعدها بأربعة أعوام أنتظر حملًا آخر، يوم وراء يوم... لكنّ الله لم يقدّر. ثمّ أتى يوم من تسعة أعوام تقريبًا شعرتُ بألمٍ في موضعٍ لم أظن أنه قد يمسّه يومًا مثل هذا الوجع، فزعٌ وحيرةٌ وتخبّط ثمّ صدمة، مررتُ بالكثير.. حطّمني حينها الكثير.. ثمّ لملم الله أركاني! علمنا أنه يجب أن أخضع لعملية جراحية لإزالة مصدر الألم، وجب تهيئة النفسية، ربما أعود وربما لن أفعل، ربما.. وربما...، لازال الجميع في تخبّط، ثمّ .. مبارك أنتِ حامل!!! سألتُ الطبيبة باستنكار.. أترين مثلي يصلح المزاح معه!، فأكدت وأكدت وأكدت، كلّما ذهبتُ لزيارتها أضافت للحملِ حملًا آخر، حتى أخبرتني بعدها بشهرٍ أن الأشعة تظهر ثلاثة أجنّة! عاد التخبّط.. يحمل بطياته الحيرة، كيف يحدث هذا! كيف يجتمع بلاء كهذا الورم مع عظيم كرم كهذا الحمل الثلاثي؟! صار أمامي قرار.. بالجراحة أو تحمّل ما سينتج عن إلغائها، أنا من سيتخذه وأنا من سيتحمّله.. وكان القرار بالاستمرار دونما جراحة. ومرّ الحَمل، وهن على وهن، ثلاثة أجنّة يعمل على تكوينهم كلّ عضو من جسدي، تحصّلوا على كل شي، القوة، الغذاء، الدواء، الرؤية، السمع.... كل شئ كان يضعف عندي؛ أعلم أنه يذهب إليهم.. 🍃لا بأس إذًا، إنما هي حياة واحدة تذهب إلى ثلاث🍃 مع الوقت نسيتُ الألم لألمٍ أكبر، والوجع لوجعٍ أعظم، وجاء يوم الولادة، وُزنتُ قبل الولادة مباشرة وبعدها مباشرة، وجدوا الفارق ثلاثة وعشرون كيلو، صدمني الرقم..  كم قاسى ذلك الظهر!!! بعد الولادة بأسبوع.. حدثتُ نفسي..  محبوبة أفيقي.. حان وقت العودة للحقيقة المؤجلة، الورم القابع هناك خلف موطن الروح، وبقدم تهرب من الأخرى.. عدتُ لأرى كيف ساء الأمر.. و لازلتُ أذكر حتى الآن كلمات الطبيبة.. الحمل الثلاثي استنفذ كل قطعة من جسدك حتى الورم.. لم يبق منه شئ! 🍃 وكأن الله قدّر ذلك الحمل في ذلك الوقت بتلك الكيفية ليريني عجيب قدرته سبحانه🍃 دارت بي الأرض.. تهشمتُ وأحياني الله من جديد!!! لأجلي، أم لأجل زوجي، لأجل أبنائي، أبي وأمي.... لا أدري، حقًا لا أدري! فقط ما أعلمه يقينًا أن لطف الله كان أكبر من أي مستحيل. العبرة لا تقنطوا من رحمة الله أبدًا واسألوه سبحانه الشفاء لكل مرضى المسلمين.. الدعاء.. وما أدراكم ما الدعاء والله إنّه سرّ كل شئ وإجابة كل شئ والدليل إلى كل شئ بالله لا تيأسوا.. لا تفعلوا.. وإن زادت على نفوسكم الآلام؛ فادعوا الله يقينًا ثمّ اربتوا على قلوبكم واهمسوا لها.. صبرًا صبرًا.. فما شاء الله كان، وما لم يشأ لن يكون بإذن الله #محبوبة_محمد_سلامة قصة وعبرة

تم النسخ
احصل عليه من Google Play