قصص وعبر

💞قصة ما قبل النوم 💞 قصة الفجر 💢قبل عشرات السنين💢 عندما كنت في سن الرابعة عشرة، كنت أتمنى السفر حول العالم، لكنني لم أكن أعرف أي طريق أسلك في البداية، وأخيراً حملت حقيبتي الكشفية على ظهري وتوكلت على خالقي، وسرت في جولة حول البحر الأبيض المتوسط، أحياناً مع إخوة كرام، وفي أغلب الأحيان أكون وحيداً. أنام في الحدائق اليونانية وعلى الرصيف، وفي غابات لبنان ويوغسلافيا، وفي بيوت الشباب في إيطاليا ومصر، والفنادق الرخيصة في العراق وسوريا وتونس، وفي السكن الجامعي بتركيا. ركبت الشاحنات والقطارات وسرت على الأقدام. كنت أحياناً أساعد بعض الرعاة الذين ينقلون الأبقار إلى المدن الكبرى. دامت هذه الرحلة آنذاك 100 يوم رأيت فيها ما لم أكن أحلم به أيامها. لكن رحلة الدعوة في أفريقيا فيها من الصعوبات والغرائب والمعاناة أكثر مما رأيت في رحلتي تلك. فعندما بدأناها قبل ربع قرن، لم نكن كذلك في البداية نعلم أي طريق نسلك، ولا زلنا حتى الآن، تحت ضغط عشرات التقارير والصور وأشرطة الفيديو، نرى أيامنا ونسمعها تنادي يجب أن تفعلوا شيئاً اليومولكن، ماذا نفعل؟ وهل لدينا من الوقت والمال ما يكفينا لفعل ما نريد؟. لا شك أن لدينا أهدافاً واضحة في أذهاننا نسعى لتحقيقها، بعضها يمكن تحقيقه قريباً، لكن بعضها يحتاج إلى سنوات عديدة. لأنه يجب علينا أن نصل إلى أكثر المجتمعات المسلمة تهميشاً في إفريقيا. ويبقى السؤال: هل نستطيع في عمرنا البشري القصير أن نحقق كل هذه الأهداف؟ إنني ألتقي بدعاتنا الذين يحدثونني عن معاناتهم في الخرطوم وأكرا ونيروبي ومقديشيو وتانانا ريفو وغيرها من الدول الإفريقية. كل منهم يعرض من أعماق قلبه إيجابيات وسلبيات عمله وعمل إخوانه معه ويطرح حاجاته من وسائل المواصلات والكتاب الإسلامي، والداعية والإذاعة.. إلخ. من المؤكد أننا لن نستطيع تغطية أغلب حاجات هؤلاء الدعاة الضرورية.لكن، ماذا يجب علينا أن نفعل؟. هل نستسلم لليأس وننسحب من ميدان الصراع مع الآخرين ونتركهم يستحوذون على قلوب المسلمين ويأخذونهم بعيداً عن نور الهداية؟ . بالطبع لا.. فرغم كل هذه الصعوبات، لن نموت إلا مقبلين غير مدبرين، راضين بما يكتبه الله لنا من معاناة متذكرين قول الإمام على رضي الله عنه : إليك عني يا دنيا، غرّي غيري يا دنيا،. فالطريق طويل والعقبة كؤود، والزاد قليل، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.       #من_أخبار_الدعاة د. عبد الرحمن السميط

تم النسخ
احصل عليه من Google Play