قصة قصيرة تحت عنوان . . . اليوم العالمي للإسعافات الأولية ✍🏼زايد الشامي . 🔷-يا بني ،لماذا إلى الآن لم تختر بنت الحلال؟! -يا أمي الحبيبة لا أريد حالياً الزواج. - إلى متى ؟ سأموت وأنت لم تتزوج. جلس سعد إلى جوار أمه وأخذ يقبل يديها ويقول : أطال الله في عمركِ يا أماه ، ولكن أنا لم أجد إلى الآن الفتاة المناسبة لي . - لقد وجدت لك فتاة تناسبك جداً. - هل هي رهف بنت جارنا مجدداً ؟! -ما الذي يُعيب الفتاة يا بني ؟ إنها فتاة طيبة وجميلة وتناسبك. - أمي أرجوكِ كل الفتيات إلا بنت جارنا رهف . - أخبرني لماذا لا تطيق السماع بأسمها ؟ هل بدر منها شيئاً يزعجك؟! -كلا ، ولكن أنا لا أحب الفتيات اللواتي يدرسن الجامعة . -هذا هو السبب! -أليس كافياً. -يا بني، ما فائدة الأمية وعدم التعلم ، نحتاج بعضنا عندما نتعلم ، فكما أنتم الرجال تتعلمون نحن النساء أيضاً يجب أن نتعلم ؛ حتى نبني مجتمع قوي من المتعلمين والمثقفيين . -قد تتعلم الفتاة نعم ولكن يجب أن تتعلم ما ينفعها ڪأعمال المنزل ، والخياطة وغير ذلك من الأعمال التي تناسب المرأة . - ماذا عن بقية العلوم كالطب ، والصيدلة ،والمختبرات ؟! -أنا لا أرى أنه من الضروري أن تتعلم الفتاة ذلك، كجارتنا الدكتورة رهف! قال سعد مستهتراً . -سترى يوماً من الأيام بأن ذلك مهم جداً للفتاة أن تتعلم كل شيء. لقد أخرجتنا عن موضوع الزواج كعادتك ، ولكن هذه المرة أنا مصممة عليك أن تستعجل وتجد بنت الحلال التي تناسبك . ضحك سعد وأحتضن أمه قائلاً: إن شاء الله يا أمي . مرت الأيام والليالي وذات ليلة مرضت أم سعد مرضاً شديداً فلم يعلم سعد ما الذي يجب أن يفعله. كان يرى أمه تصارع المرض والألم المفاجئ لها وهو مكتوف الأيدي . حاول أن يأخذ والدته إلى أقرب مركز صحي ولكن الأم كانت على وشك الموت وليس هناك وقت كافي لنقلها إلى مركز صحي ، حتى أن المركز الصحي بعيداً جداً من مكان سكن سعد . بينما أم سعد تعاني من الألم فكر سعد بجارتهم رهف التي تدرس صيدلة ، وقال في نفسه :سأذهب إليها لعلها تستطيع مساعدة أمي لن أترك أمي للموت! ذهب مسرعاً إلى بيت جارهم منادياً أخو رهف أشرف . أجاب أشرف : ماذا هناك يا سعد ؟! -أرجوك يا أشرف أمي بين الحياة والموت نادي أختك رهف لعلها تساعدنا . ذهب أشرف على الفور يخبر أخته بأن أم سعد محتاجة إلى مساعدة وتكاد أن تموت . . . لم تفكر رهف لبرهة في عدم المساعدة ، أخذت أمتعتها وخرجت مع أخيها إلى منزل أم سعد . دخلت على الفور إلى الغرفة وأم سعد مستلقية على الفراش تتألم بشدة . نظر إليها سعد وقال: أرجوكِ يا رهف ساعديني أمي ستذهب من بين يدي . أجابت رهف : لا تقلق سأساعدها . نظرت رهف إلى عيني أم سعد ثم أخبرتها أم سعد بمكان الألم بالتحديد . . . فعرفت رهف أن هذا تسمم غذائي . فطلبت من أم سعد أن تفتح فمها لتستطيع أن تجعلها تقيء ما في معدتها . نجحت رهف في إخراج المادة التي تسممت بها أم سعد ولكن أم سعد سرعان ما فقدت الوعي . نظر سعد إلى أمه بعينين خائفتين منادياً: أماه ، أماه . . . ألتفت نحو رهف قائلاً: ما الذي حصل يا رهف ؟! -لا تقلق لقد أخرجت كل ما في معدتها ، جسدها الآن يحتاج إلى بعض السوائل من أجل الطاقة . - ما العمل ؟! أخرجت رهف من حقيبتها كانيولا و مغذية (glucose) قائلةً: من حسن الحظ أننا اليوم درسنا محاضرة عن الإسعافات الأولية وتعلمت كيف أحقن الكانيولا وتبقى معي هذه المغذية من التطبيق الذي طبقناه اليوم . حقنت رهف الكانيولا وأكملت إجراء أهم الإسعافات الأولية لأم سعد . -لقد خف الألم عن أمي . -أنا لم أقم إلا بالإسعافات الأولية فقط ، يجب أن تذهب بها غداً إلى المشفى من أجل أن تقوم ببعض الفحوصات الطبية لضمان سلامة GI tract بعد التسمم . - حسناً أنا أشكرك كثيراً دكتورة رهف ، في الحقيقة أنا عاجزاً عن شكرك . - لا داعي للشكر ،هذا واجبي . تذكر سعد حينها كلام أمه وهي تقول :سيأتي اليوم الذي ستعلم بأن الفتاة يجب أن تتعلم وأنه يجب أن يكون في كل بيت مسعف . النهاية