قصص وعبر

حدوتة : الطماع والسلطانية كان يامكان .. زمان .. زمان .. كان فى راجل صياد أسمه عم سليمان ... عم سليمان ... كان كل يوم يروح البحر .. يركب المركب بتاعته ومعاه السلطانية اللى بياكل فيها ... ويفضل يأدف يأدف لغاية المركب ما تدخل جوه فى البحر وبعدين يبدأ يصطاد السمك ... يرمى الشبكة اللى بيصطاد بيها فى البحر ... وهو ورزقه !!! لكن فى يوم من الايام وهو فى وسط البحر .. جت عاصفة جامده قوى ... ريح شديده جدا .. خلت المركب تمشى بسرعه قوى .. وكل ماتمشى تبعد بعيـــد قوى عن الشاطئ ــ وبقت المركب تنشال وتنحط فى البحـــر .. وبقت خلاص حتغرق ... لكن قبل ما تغرق راح عم سليمان واخد السلطانية اللى كانت معاه ... وراح حاطتها تحت الشال القماش اللى كان رابطه على وسطه ... ويادوب حط السلطانية من هنا ... راحت المركب مقلوبه من هنا ... وغرقت المركب ... لكن عم سليمان كان شاطر قوى بيعرف يعوم ... عشان كده قعد يعوم .. يعوم ... وكل لما يعوم يحمد ربنا إنه إتعلم العوم وهو صغير وإلا كان زمانه غرق فى البحر ... فضل يعوم لغاية ما وصل الجزيره البعيــده اللى ماكنش حد يقدر يوصللها أبدا . تعب قوى عم سليمان من العوم .. عشان كده أول ما وصل شــاطئ الجزيره البعيده راح مرمى على الارض من كتر التعب ... وأغمى عليه .. وراح فى سابع نومه . بعد فتره كبيره ... صحــى من الغيبوبه اللى كان فيها فلقى نفســه متكتف من أيديه ومن رجليه ... وحواليه ناس بدائية قوى .. شكلها غريب جدا ... ناس راسمه على وشها رسومات باللون الأبيض والاسود والاحمر ... وراسمه كمان على جسمها رسومات غريبة وعجيبة ومش كده وبس ... لاء .. دول كمان حالقين شعرهم خالص ... وكل واحد منهم ماسك سهم كبير وطويل فى أيده .. وشوية منهم كانوا ماسكين سيوف بتلمع قوى ... وطبعا كان سليمان خايف عشان متكتف من أيديه ورجليه ومخضوض من الناس الغريبة اللى عمالين يصرخوا حواليه ويتنطتوا فوق وتحت ويخبطوا جامد على الطبول بشكل عجيب وصوت فظيع .... لكن زعيم الجزيره ظهر فجأه !!! بشكله الغريب والريش الطويل اللى فوق دماغه وكان راسم حلقات سوده حوالين عينيه ... ولابس عقد طويل من اللؤلوء وحلق كمان ... وماسك عصايه كبيره قوى مليانه ريش أشكال وألوان ... صرخ فيهم وقاللهم : أســتنوا أستنوا ... ســيبوه ... أوعوا تموتوه .... لما نشوف الأول : هو عــدو واللا حبيب . وراح زعيم الجزيره قرب منه وهو على وشه تكشيره .. وزعق جامد لعم سليمان وقاله : أيه اللى جابك عندنا ... أنت عــدو ... واللا حبيــب . عم سليمان من خوفه رد بسرعه من غير مايفكر وقاله : أنا حبيــب ... أنا حبيب طبعا ... هو أنا حلاقى ناس حلوه وزى الفل كده ومابقاش حبيب ؟ رد الزعيم على سليمان وهو لســه مكشــر وقاله : وأيه الاثبات ؟ عم سليمان إستغرب قوى وقاله : إثبــات ... إثبــات أيه كفا الله الشـــر . الزعيم زعق لسليمان وقاله : فين الاثبات إنك حبيب مش عـــدو . عم سليمان قال فى ســره : أيه المصيبة اللى أنا فيها دى ... باين عليا رحت فى داهيه ..... لكن فجأه جت لسيمان فكره جهنمية ... وهى إنه يدى الزعيم الســلطانية ويقول له دى هديه . وفعلا .. عم سليمان فك بســرعه الشال القماش اللى حوالين وســطه ومسك السلطانية ... وراح مقدمها لزعيم الجزيرة وقاله : إتفضل إثبات إنى حبيب ... هديه جميله قوى .. إن شاء الله تعجبك . بص الزعيم على السلطانية ... وبسرعة إتحولت التكشــيره .. لابتسامه وضحكه كبيره ... وصرخ وقال : تـــاااااج .... تااااج عظيم .... تاااااج الجزيرة ... وفضل يهلل ويرقص ويقول : تااااج الجزيرة .. تااااج الجزيرة .. ما أحلاه .. ما أحلاه ... ويردد وراه أهل الجزيره كلهم وهمه بيرقصوا وفراحنين ويقولوا : تااااج الجزيره ... تااااج الجزيره ما أحلاه ... ما أحلاه . وبعـد فتره طويله من الرقص والغناء ... رفع الزعيم أيديه لفوق وشاور لهم وهو بيزعق ويقول : بس كفاية خلاص !! وراح باصص لعم سليمان وقاله ... لازم نديك إحنا كمان هديه عشان أنت طلعت حبيب . تطلب أيه ... ؟ قاله : أنا عايزك تدينى مركب عشــان أمشى بيها وأرجع لبلدى . الزعيم قال : بس كده ... ياحراس نبهوا أوام على كل المراكبية ... يدوا أحسن مركب فى الجزيرة لعم سليمان عشان يرجع بلده بيها . وراح قايل للحراس كمان : ياحراس .. لازم نرد الهديه بهديه أحسن منها ـــ ياللا روحوا أملوا المركب بالدهب والياقوت والمرجان . عم سليمان بقى مش مصدق لا ودانه ولا عنيه .... معقوله ... كل ده عشــان حتة سلطانية .... أحمدك ياااارب . عم سليمان خد المركب وعليها الدهب والياقوت والمرجان ... وراح ماشــى فى البحــر .. وقعد يأدف .. يأدف .. لغاية ما وصل لبلده .

تم النسخ
احصل عليه من Google Play