قصص وعبر

شجاعة وذكاء خالد بن الوليد 1⃣ كان فارس الإسلام ، وليث المشاهد ، وقائدَ الجُنْد المجاهدين ، هاجر مسلمًا في السنة الثامنة للهجرة ، فلقيه عمرو بن العاص في الطريق ؛ فقال له : إلى أين أبا سليمان؟ قال : أذهبُ والله أُسْلِمُ ، إنه والله لقد استقام المَنْسَم - أي الطريق - إن الرجل لنبيٌّ ما أشكُّ فيه.... شهد مؤتة والفتح وحُنَيْنًا ، وحارب أهل الرِّدَّة ، وغزا العراق ، وشهد حروب الشام ، وهدم العُزَّى فلا عُزَّى بعدها. قاتل الأعداء من كلِّ الأجناس ، وصارع الأبطال ، وبارز الشجعان ، ولم يبقَ في جسده قيدَ شِبْرٍ إلاَّ وعليه طابع الشهداء ، ثم بعد ذلك ما مات إلا على فراشه! فلا نامت أعين الجبناء. لما استُشهد قادة جيش مؤتة : زيدٌ ثم جعفرٌ ثم ابنُ رواحة رضيَ الله عنهم وأرضاهم أخذ الرَّاية ثابتُ بن أَقْرَم ؛ فقال : يا معشر المسلمين ، اصطلِحوا على رجلٍ منكم. قالوا : أنتَ. قال : ما أنا بفاعلٍ ، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد.... حمل خالدٌ الراية ، وما معه إلا بقية ثلاثة آلاف ، ويحيط به من العدو مئتا ألف ، وليس في الدنيا قائدٌ يستطيع أن ينقذ هذه القبضةَ من الرجال من وسط هذا اللُّج، إلا أن يأتيَ بأعجوبة ؛ وقد أتى بها خالد ، واستطاع أن يخرج من لُجَّة البحر من غير أن يبتلَّ ، وأن ينسحب من وسط اللهب من غير أن يحترق ، وأن يسجِّل للذكاء العربي الذي هذَّبه الإسلام هذه المَنْقَبَة في تاريخ الحروب. لقد عمل خطةً أنقذ بها الجيش من الإبادة ، شهد قادة الأعداء قبل الأصدقاء أن تاريخ الحروب لم يسجِّل مثلها ؛ إذ كان يقاتل وهو يحتال للخلوص بالجيش من هذا المأزق المتضايق. وقتالُ الانسحاب شاقٌّ ومرهقٌ ، لاسيَّما وخالد لا يريد إشعار الروم بالحفاظ على الجيش وسحبه. ودخل الليلُ على المتحاربين فتوقف القتال ، فأعاد خالد تنظيم قواته القليلة ، فجعل مقدمتَه ساقته ، وساقتَه مقدمتَه ، وميمنتَه ميسرتَه ، وميسرتَه ميمنتَه ؛ فأنكر الأعداءُ ما كانوا يعرفون من رايات وهيئة المسلمين ، وقالوا : قد جاءهم مددٌ ؛ فرُعبوا ، وكان هدفُ خالد مناوشتهم وإلحاقَ الخسائر بهم دون إدخال المسلمين في حرب عامة معهم ، تكون خطرًا عليهم ، واكتفى بذلك ، ثم آثر الانصراف بمَنْ معه. وهذا العمل من خالد جعل النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يسمِّيه سيف الله ، ويطلق على الغزوة فتحًا ؛ حيث قال عليه الصَّلاة والسَّلام : ((ثم أخذ الراية سيفٌ من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم)) ؛ أخرجه البخاريُّ. وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا يَعْدِلُ به وبعمرو بن العاص في الحرب أحدًا منذ أسلما. #يتبع إن شاء الله ✍ ٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠

تم النسخ
احصل عليه من Google Play