قصص وعبر

تابع / شجاعة وذكاء خالد بن الوليد 2⃣ وأثنى عليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال : ((نِعْمَ عبدالله وأخو العشيرة خالد بن الوليد)) ؛ أخرجه أحمد والحاكم. وأثنى على عقله ؛ فقال عليه الصَّلاة والسَّلام : ((قد كنتُ أرى لك عقلاً رجوْتُ ألاَّ يسلمكَ إلاَّ إلى خيرٍ)). وهذا العقل الذي مُدِحَ به خالدٌ صنع #الأعاجيب في الحروب ، وأبرز العبقريَّات في الشَّدائد. كان رضيَ الله عنه لا ينام ولا يُنِيمُ إلاَّ على تعبئةٍ ، ولا يخفى عليه من أمر عدوِّه شيءٌ. ● ومن عجائب ذكائه ودهائه في فتح الأنبار : أن العدو حفروا خندقًا يمنع المسلمين الوصولَ إليهم ، فما كان من خالد رضيَ الله عنه إلا أن أمر بالإبل فنُحِرَتْ ، ثم ألقاها في الخندق ، وجعلها جسورًا في الخندق المحفور ، حتى وصل إلى العدو وفتح الأنبار. امتاز خالد رضيَ الله عنه في قيادة الجيش بحسن التنظيم ، وسرعة الحركة، التي بَهَرَ بها عقول قادة الجيوش ، العرب منهم والعجم ؛ حيث انتقل بعشرة آلاف من الحِيرَة في العراق إلى الشام ، مخترقًا الصحراء التي ليس فيها نقطةُ ماء ، إلا ما حمله على ظهور الإبل ، وما ابتكره من حمل الماء في بطونها ؛ فحبس الإبل عن الماء حتى ظمأت ، ثم أوردها عليه حتى ارتوت ، ثم قطع شفاهها ، فأصبح الماء في بطونها نقيًّا ، ينحرون عددًا منها كل يوم ؛ فيأكلونها ويشربون ما في بطونها من ماءٍ نقيٍّ. كانت المسافةُ تقارب تسعمائة كِيلٍ ، قطعها خالدٌ بجيشٍ جرَّارٍ في مدَّة لا تتجاوز خمسة أيام. إنَّ الواحد منَّا لو قطع هذه المسافة بعربته لاحتاج أن يرتاح من عناء سفره ؛ ولكنَّ خالدًا وجيشه قطعها على ظهور الإبل تحت شمس الهاجرة ، ووسط برد الليل ، مع الجوع والعطش والخوف.   فلما وصل رأى أمامه جيشًا كثيفًا منَ الروم ، وجيشًا أكثف منه يتجمَّع قريبًا منه ، والمجموع مئتان وأربعون ألف مقاتل مدجَّجين بالسلاح ، وجيشُ المسلمين لا يزيد على ستةٍ وأربعين ألف مقاتلٍ ، سلاحهم ضعيفٌ ، ومنزلهم بعيدٌ ، والمدد عنهم منقطعٌ. فما شكا خالدٌ بعد رحلته تعبًا ، ولا ابتغى راحةً ؛ بل حمل التَّبِعَة كاملةً ، وبادر إلى العمل ، وجمع فصائل الجيش تحت قيادته ، ونظَّمه فأحسن تنظيمه. وعمد إلى الجيش الرُّوميِّ الأدنى ، فضربه في أجنادين ضربةً أذهبت رَوْعَه ، وأطارت صوابه ، ومزَّقته شرَّ ممزَّقٍ. #يتبع إن شاء الله ✍ ٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠ ❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀

تم النسخ
احصل عليه من Google Play