إختبار الحياة طلب من إبنه الأكبر أن يسبقه ويرمي كيس القمامة في الصندوق حتى يشٌغِل السيارة ويلحق به.. وبعد أن حرك السيارة وجده قد أنجز مهمته وهو في طريقه ليقابله.. فأحب أن يداعبه فإنطلق بالسيارة مسرعًا نحوه عسى أن يخاف ويجري مبتعدًا ليفسح الطريق فيضحكا سويًا.. لكنه فاجأه بثباته في مكانه دون أن يخاف أو يتحرك!. فلما ركب السيارة سأله: ألم تخف؟!. ففاجأته إجابته، حيث قال له الإبن: لماذا أخاف؟!.. أنت أبي وأنا على يقين أنك لن تضرني. أخذته إجابة إبنه إلى عالم آخر، فبدلًا من خطته للضحك معه التقط خيطًا آخر.. وقال له: يا بُني، إنّ ثباتك عند ذلك الخطر كان منبعه هو إيمانك أنّ أبيك لن يضرك، فاجعل إيمانك بربك طوال حياتك أقوى من إيمانك بأبيك.. واثبت في الشدائد ذلك الثبات الذي يحب أن يراك الله عليه. قد تُختبر في رزقك، فلا تنحني لرزق ولا تتحايل للوصول إليه، بل خذ فقط بالأسباب، واعلم أنّ السؤال الحق هنا هو: هل تؤمن أنّ الله هو الرازق؟. قد تختبر في مرض، فلا تقنط، واعلم أنّ السؤال الحق هنا هو: هل تؤمن أنّ الله هو الشافي؟.. وهل تؤمن أن الله يُكفر عنك بمرضك، ويرفع درجاتك؟. قد تُختبر في سلطتك، فلا تظلم أو تتجبر، واعلم أنّ السؤال الحق هنا هو: هل تؤمن أنّ الله رقيب عليك، ويقدر عليك؟. قد تُختبر وتُختبر، ولن تملك إختيار إختبارك في الدنيا، ولن تملك أن تسأل لماذا يا الله لم تختبرني إختبار فلان، أو فلان؟. لن تملك رفاهية إختيار اختبارك، ففي هذه الإختبارات كلنا مُسير وليس لأحدنا أن يخير. إنما الخِيرةُ فقط في كيفية الإجابة، ولأنّ الله عدل، فالسؤال في كل الإختبارات واحد: هل أنت مؤمن بقدرة الله؟. يا ولدي.. يقول الله جل وعلا: (أحسِبَ الناسُ أن يُتْركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون) صدق الله العظيم. تعددت الإختبارات يا ولدى والجوهر واحد. ⭐إجعل نصب عينيك أن إيمانك بربك هو دافعك للثبات في كل اختبارات الدنيا.