🤍✨ #قصة_و_عبرة✨🤍 دهاء العرب: 🤍✨ دخلت المرأة البرمكية على الخليفة هارون الرشيد، وعنده جماعة من وجوه أصحابه، فقالت له: يا أمير المؤمنين، أقرّ الله عينك، وفرّحك بما أتاك، وأتمّ سعدك، لقد حكمت فقسطت. 🤍✨ فقال لها الرشيد: من تكونين أيتها المرأة؟ فقالت: أنا من آل برمك، ممن قتلت رجالهم، وأخذت أموالهم، وسلبت نوالهم. فرد هارون الرشيد: أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله، ونفّذ فيهم قدره، وأما المال فمردود إليك. ثم التفت الى الحاضرين من أصحابه فسألهم: أتدرون ما قالت المرأة البرمكية؟ فقالوا: ما نراها قالت إلا خيراً؟! فقال الرشيد لأصحابه، وقد كان معهودا عنه البلاغة: ما أظنكم فهمتم مقصدها، فأما قولها «أقرّ الله عينك»، أي أسكنها عن الحركة، وإذا سكنت العين عن الحركة عميت. وأما قولها «فرّحك بما أتاك»، فأخذته من قوله تعالى: {حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة}. وأما قولها: «أتم الله سعدك»، فأخذته من قول الشاعر: إذا تمّ شيئا بدا نقصه ترقّب زوالا إذا قيل تم ✨🤍 وفي قولها: «لقد حكمت فقسطت»، فأخذته من قول الله تعالى: «وأما القاسطون فكانوا لجهنّم حطبا». فتعجّب أصحاب الخليفة العباسي هارون الرشيد من بلاغة المرأة البرمكية، وعلم كلامها الغزير، فلقد كانت تدعو عليه بدل الدعاء له، من دون أن يلاحظ فقهاء القوم وأبلغهم. وأما العجب الأكبر حنكة هارون الرشيد، وذكاؤه في فهم مقصد المرأة البرمكية ومطلبها، حيث كان حذرا جدا معها، وفهم بالضبط ما كانت ترمي إليه. فكم من بليغ بقي في هذا الزمان؟! وكيف لنا أن نعلم أبناءنا البلاغة والحنكة والفراسة؟ إنها القراءة والتعلم، ومجالسة أهل الحكمة والخبرة، والصبر والتصبر. ▬▬▬▬▬▬▬▬▬ #قصة_و_عبرة بين الحقيقة والخيال