قصص وعبر

حتى قالت قبيلة أبي بكر: والله لئن مات أبو بكر لنثأرن له، و لنقتل به عتبة، وظل عند أمه أم الخير طوال النهار، وهو لم يستيقظ ظنوه سيموت، لن يعيش بعد هذا. حتى فتح عينيه عند أمه فوجدها عند رأسه تبكي، ولم تكن قد أسلمت. فقال لها أو كما قال: كيف رسول الله أخبريني ماذا حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت له: كل شيئاً من طعام أو شراب حتى يقوى جسمك. قال: لا والله حتى تقولي شيئاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت: أنا لا أعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء. قال لها: إذهبي لأم جميل اسأليها عن محمد. وقد كانت أم جميل قد كتمت إيمانها. فقالت أم جميل: أنا لا أعرف عنه شيئاً. 🤍✨ فقالت لها: تعالي معي لعند إبني. وجائت أم جميل فوقفت عند رأس أبي بكر .فقال لها أبو بكر : يا أم جميل أخبريني عن رسول الله ماذا حصل له؟ فقالت: هو بخير. فقالت أمه: الآن كل يا بني. فقال: لا والله لا أكل حتى تحملاني إليه، فلن أكل شيئاً ولا أشرب حتى تحملوني لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم حملوه إلى دارٍ فيها النبي وبعض أصحابه عليه الصلاة والسلام. فلما رأى أبو بكر النبي، انكب عليه يقبله ويبكي. فسأله: كيف أنت يا أبا بكر ؟ فقال: أنا بخير إلا ما صنع الفاسق بوجهي. ثم قال له: يا رسول الله هذه أمي جاءت راغبة، فادعو لها. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لها. فقالت أم أبي بكر : أشهد أنه لا إله إلا وأشهد أن محمداً رسول الله. أشجع الناس سأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه الناس في الكوفة: من أشجع الناس؟ فقال الناس: أنت يا علي. يقول علي: بل أشجع الناس أبو بكر . لما جاء عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه فخنقه خنقا ً شديداً، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: ( أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) ثم قام الإمام علي على المنبر يسأل الناس: أيهما خير أيها الناس، مؤمن آل فرعون أم أبا بكر ؟ قال: لساعة من أبي بكر خير من ملء الأرض من مؤمن آل فرعون، ذاك رجل كتم إيمانه وهذا رجل أظهر إيمانه. قصة عتقه لبلال والضعفاء كان يتجول أبو بكر بين الصحابة هذا يضرب وهذا يجلد وهذا يهان وهذا يجوع وهذا يعذب، وربما قتل بعضهم ثم يمر على بلال ذلك العبد المملوك في اليوم الحار والصخرة على صدره وهو يردد أحدٌ أحد. ( وكأين من نبيٍ قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ) هل صبر أبو بكر على هذا وهو يرى بلال يضرب؟ 🤍✨ وعامر بن فهير يعذب وأم عبيس وهي تؤذى وهذا وذاك وما ذنبهم وما جرمهم ( وما نقموا منهم إلا يؤمنوا بالله العزيز الحميد ). فأقبل على أمية يشتري بلالاً، فيقول أمية: لما تريده يا أبا بكر وقد فسد؟ قال: اشتريه، بكم؟ فطلب أمية مبلغاً كبيراً من المال. ولكن بلال كان أغلى من كل ما طلب أمية إنه بلال رضي الله عنه وأرضاه. يعرف أبو بكر الصديق من هذا، هذا الذي يعدل الدنيا، فاشتراه بمبلغ كبير، ثم اعتقه لوجه الله تعالى، ثم اشترى كثيراً من الضعفاء والمساكين، يعتقهم لوجه الله تعالى. ثم جاء أبوه يسأله: لما اعتقت هؤلاء الرجال؟ فقال أبو بكر الصديق لأبيه: يا أبي أنا لم أفعل هذا لأن يمنعوني. قال: يا بني إذاً لما فعلت هذا؟ قال: يا أبي إنما فعلت هذا لوجه الله جل وعلى. 🤍✨ قال أبو بكر ( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمةٍ تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ). أبو بكر تقياً لم يكن تقياً بل كان الأتقى رضي الله عنه، كان ينفق ماله ويقضي ليله بالصلاة، وكان أبو بكر كثير البكاء، أذاه كفار قريش، منعوه من الصلاة والعبادة، فخرج يسير في الأرض يتعبد ربه جل وعلى. ثم توجه نحو الحبشة، فرآه رجل أسمه الدغنة سيد القارة وهو رجل سيد من سادات قومه، فنظر إلى أبا بكر وسأله: لما أنت خارج من مكة؟ فقال: إني مهاجر. قال: تهاجر من مكة؟ قال: نعم. قال: إلى أين؟ قال: أسيح في أرض الله. قال: ولم؟ قال: أسيح في الأرض أتعبد ربي ( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين ). 🤍✨ فتعجب ابن الدغن قال: والله مثلك لا يخرج ولا يخرج يا أبا بكر ، إنك تصل الرحم وتكرم الضيف، وتعين على نوائب الحق، والله ما مثلك يخرج ويخرج يا أبا بكر والله لترجعن إلى مكة. قال: كيف؟ قال: ترجع إلى مكة وتكون في جواري يا أبا بكر .فطاف بين قريش يخبرهم: أن أبا بكر في جواري، كيف تخرجونه يا قريش؟ والله ما مثله يخرج ولا يخرج وأنه من اليوم في جواري. كان أبو بكر إذا صلى خارج البيت، يكبر في الصلاة فيصلي فيبكي ( ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم من خشية الله ) كان أبو بكر رضي الله عنه من الخاشعين. قالت عائشة رضي الله عنها: كان رجلاً أسيفاً بكاءاً .

تم النسخ
احصل عليه من Google Play