قصص وعبر

رقة أبو بكر في صلاته وكان لأبي بكر مسجد عند باب داره في بني جمح، فكان يصلي فيه، وكان رجلاً رقيقاً ، إذا قرأ القرآن استبكى‌‏.‌‏ قالت ‌‏:‌‏ فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء ، يعجبون لما يرون من هيئته‌‏. ‏ قالت ‏:‌‏ فمشى رجال من قريش إلى ابن الدغنة، فقالوا له‌‏:‌‏ يا ابن الدغنة، إنك لم تجر هذا الرجل ليؤذينا ، إنه رجل إذا صلى وقرأ ما جاء به محمد يرق ويبكي. وكانت له هيئة ونحو، فنحن نتخوف على صبياننا ونسائنا و ضعفائنا أن يفتنهم، فأته فمره أن يدخل بيته فليصنع فيه ما شاء‌‏.‌‏ فمشى ابن الدغنة إليه، فقال له:‌‏ يا أبا بكر ، إني لم أجرك لتؤذي قومك، أنهم قد كرهوا مكانك الذي أنت فيه، وتأذوا بذلك منك، فادخل بيتك، فاصنع فيه ما أحببت؟ قال:‌‏ أوأرد عليك جوارك وأرضى بجوار الله ‌‏؟‌‏ قال‌‏:‌‏ فاردد علي جواري. قال‌‏:‌‏ قد رددته عليك‌‏.‌‏ فقام ابن الدغنة، فقال ‏:‌‏ يا معشر قريش، إن ابن أبي قحافة قد رد علي جواري فشأنكم بصاحبكم‌‏.‌‏ ذهابه مع النبي إلى غار ثور توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبة أبي بكر الصديق إلى غار ثور، وهو على ثلاثة أميال من جنوب غربي مكة المكرمة. ولما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: مكانك يا رسول الله استبرأ لك الغار. ودخله أبو بكر وجعل يسد الأحجار كلها، فبقى منها جحرة واحدة ألقمه كعب رجله، ثم نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه الصلاة والسلام ووضع رأسه في حجر أبي بكر الصديق ونام لشدة ما اعتراه من تعب. ولدغ أبو بكر رضي الله عنه من ذلك الجحر الذي وضع عليه رجله، فلم يتحرك لئلا يوقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن دموعه سقطت من شدة الألم على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتبه عليه السلام. وقال لأبي بكر الصديق: مالك؟ قال: لدغت فداك أبي وأمي، فوضع عليها من ريقه الشريف فزال الألم. فلما أصبحا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق: أين ثوبك؟، فأخبره أنه مزقه ووضعه في الحجار، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي في الجنة. ولما علم المشركون بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق، ذهبوا في طلبهما كل مطلب، وجعلوا لمن ردهما مائة من الإبل، وجعلوا يمرون من باب الغار ولا يرونهما. فلم يدخلوه إذ رأوا على بابه نسيج العنكبوت، كما رأوا حمامتين قد عششتا على بابه، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يرى القوم. فيعتريه الخوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام يطمئنه ويقول: لا تحزن إن الله معنا. 🤍✨ مرافقته للنبي في الوقائع لما جاء إلى المدينة كان صاحب النبي في كل مكان، يدخل النبي معه أبو بكر وعمر، يخرج النبي معه أبو بكر وعمر. بل في بدر كان مع النبي عليه الصلاة والسلام، وكان معه طوال الليل حتى الفجر، كان يسقط رداء النبي وأبو بكر يحمله يضعه على النبي، ويقول له: كفاك دعاء يا رسول الله. ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام:يا أبا بكر أبشر يا أبا بكر ،هذا جبريل نزل من السماء ومعه ألف من الملائكة. بل كان في فتح مكة والنبي عليه الصلاة والسلام وكان أبو بكر معه وفي حنين. ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ). كان أبو بكر الصديق مع النبي عليه الصلاة والسلام، تلك الثلة المؤمنة، وفي تبوك مع النبي عليه الصلاة والسلام يدعو الصحابة ويجهزهم. فذهب أبو بكر يجمع ما لديه من مال وطعام وجاء به ،ونثره بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ماذا تركت لأهلك يا أبا بكر؟ قال: تركت لهم الله ورسوله يا رسول الله. لما تفعل كل هذا يا أبا بكر ( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ). 🤍✨ قصته مع اليهودي في يوم من الأيام كان رضي الله عنه يجادل أحد اليهود، فقام يهودي خبيث إسمه بنحاس، بدأ يشتم الله عز وجل. فقال: يا أبا بكر إسمع الله فقير ونحن أغنياء. قال: الله يطلب منا القرض ونحن نقرض الله إذاً الله فقير ونحن أغنياء. قال أبو بكر :أعقل ما تقول. فقام أبو بكر إلى هذا اليهودي فضربه ضرباً شديداً. فقال له: أي عهد بعد شتمك لله. فذهب الرجل الخبيث اليهودي إلى النبي عليه الصلاة والسلام يشتكي على أبا بكر، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أأنت فعلت به هذا؟ قال: نعم يا رسول الله. قال: ولم فعلت هذا؟ قال: شتم الله إذ قال إن الله فقير ونحن أغنياء. فقال الخبيث: والله ما فعلتها يا رسول الله. فسكت أبو بكر فنزل الوحي من الله عز وجل. 🤍✨ ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ) الله أكبر القرآن ينزل تصديقاً لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.

تم النسخ
احصل عليه من Google Play