لم أستطع تجاوزَ حلاوةِ قولِ إحدى الحافظات، حين حدّثتنا مرّةً فقالت: «استيقظتُ في إحدى الليالي من نومي فجأة، وعندي رغبةٌ شديدةٌ في قراءة القُرآن، رغبة كانت غريبةً في وقتٍ كهذا من الليل! فقمتُ وتوضّأتُ وحملتُ مُصحفي، وأخذت أقرأ حتّى ارتويت، ثمّ عدت بعدها إلى النّوم». أيّ شيءٍ هذا الّذي يُحدِثهُ القُرآنُ في قلبِ صاحِبه! يجعلهُ كما الطفل؛ كلّما ابتعدَ عن رحابِ أمّهِ هرعَ إليها من جديد، يطلبُ الأمانَ ويرتجي السّكينة، وأيّ حرمانٍ هذا الّذي يعيشهُ من لا يصاحِبُ كلامَ خالِقه! اللهمّ هذّبنا بالقُرآن، اللهُمّ هذّبنا بالقُرآن.
تم النسخ