قصص وعبر

كل واحد حر في حسناته! كنت بكشف على مراتي في يوم عند دكتور عظام عشان كانت واقعة على رجليها. كنا قاعدين في العيادة وكل واحد مشغول بحاجة.. اللي ماسك الموبايل واللي قاعدة بتتكلم مع اللي جنبها واللي واقف يشرب سجاير وخنقة الدنيا كلها باينة في وجوه الكل! حسيت بملل فطلعت وقفت شوية في البلكونة وبعدين دخلت تاني. ولما قعدت عرفت إن احساسك لما بتقرأ كلمة في كتاب أو على السوشيال ميديا غير شعورك لما تكون مطبقها في الواقع، الواقع طلع لُه هيبة ووشعور باللذة رهيب. فجأة ساد الصمت وكله قعد سرحان وساكت لحد ما جه آذان العشاء، الكل ردد الآذان وخلاص.. ولما رددنا ورا الإمام لاقينا طفل عنده حوالي سبع سنين بيشمَّر هدومه وبيقول لأمه: الحمام فين؟ خدته من إيده ورايحة معاه للحمام فالطفل وقف فجأة وبصلنا وقال: أنتو هتفصلوا قاعدين؟ محدش هيصلي ولا إيه؟ ضحكنا على كلامه وسكتنا. فساب ايد أمه بزعل ومشى، اتوضأ ورجع وشه زي البدر وبعدين قعد يدوَّر على حاجة يصلي عليها، فالسكرتيرة دخلت وجابتله مصلية، الولد وقف على المصلية وقال: أنا هصلي لوحدي؟ فضلوا ساكتين! فرد وقال ببراءة: هو مش ربنا اللي بنصلي علشانه هو اللي بيشفينا؟ وانتو جايين هنا عشان يشفيكم؟ طيب هيشفي حد فيكم إزاي وهو مش بيشكره ويحمده ويتحامى بفضله؟ الناس عيونها دمعت! فكمِّل كلامه وقال: عمومًا كل واحد حر في حسناته ولسه هيكبر ويبدأ في الصلاة، قمت وقفت وقولتله: استنى انا هصلي معاك ولسه داخل عشان اتوضأ لاقيت النساء والرجالة وقفوا.. الرجالة دخلت اتوضت الأول وبعدين النساء، النساء وقفت شوية وبعدين السكرتيرة دخلتهم أوضة فاضية يصلوا فيها، واحنا وقفنا ولسه هنصلي لاقينا الدكتور طالع بيقول: محدش دخلي ليه هي فين السكرتيرة؟ وقفت وحكيتله الموقف، وقف مصدوم شوية، وبعدين مسح على شعر الطفل بفخر وقال وعيونه مليانة فرحة: طيب استنوني، هي جات عليا يعني! صلينا وقعدنا استغفرنا شوية. وبعدين اتفاجئنا إن الدكتور مخدش فلوس من حد وقرر يخلي باقي الكشوفات مجاني، ووهب الحسنات للطفل ده! أم الطفل وقفت وايديها فضلت تترعش وتقول: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان! واتصلت بزوجها المُغترب وحكتله الموقف! والله من ضحكه وفرحته كنا تقريبًا سامعينه وحاسين بفرحته. هنا بس أقدر أقول إن: الذرية الصالحة هي العَصب اللي بيربط قلوب الناس ببعض. أنت مش مُجبر تخلف بس لو خلّفت فـ أنت مُجبر تربي ❤🌻 قصة وعبرة

تم النسخ
احصل عليه من Google Play