قصص وعبر

*لصوص زمن الأصول* يحكى عن (الشاطر حمور) كبير اللصوص، في زمن السلطان قايتباي بمصر، أنه اقتحم وعصابته دار تاجر كبير اسمه (المرجوشي) بالقرب من جامع الغمري. فوجد هذا التاجر كبير اللصوص على باب غرفة نومه هو وزوجته !! فقال اللص حمور لـ المرجوشي: أستر أهل بيتك، نحن اللصوص. فقام التاجر المرجوشي وستر زوجته. ثم قال التاجر لـ حمور : خذ ما تريد ولا تقتلنا. فقال الشاطر حمور : لن نقتلك، وما أتينا للقتل، فقط نريد الطعام ليومنا هذا. فقال له التاجر: كم أنتم ؟ فقال: 9 صبيان وأنا !! فأخرج لهم التاجر 10 آلاف قطعة نقدية، لكل واحد منهم ألف فقال له اللص حمور : لا نأخذ إلا ما نحتاج له فقط وأخذ 1000 قطعة وأعطى التاجر ال 9000 قطعة الباقية . وبينما اللصوص في طريقهم للإنسحاب من الدار لاحظ أحد اللصوص الصبيان علبة كانت تسمى (حُقْ) بضم الحاء وسكون القاف ، فطمع فيها اللص، وأخذها ولما فتحها وتذوقها، وجدها ملح !! فقال الشاطر حمور : بما أنك أكلت من بيت الرجل ملح؛ فلا يحق لنا أن نسرقه، وأمر الصبيان بجمع المال ورده كله إلى التاجر، الذي أصر عن طيب نفس أن يعطيهم 400 قطعة ! فرفض اللص حمور فنزل التاجر إلى 100 قطعة فزاد إصرار اللص على ألا يأخذهم !! فأراد التاجر أن يعطيهم طعام !! فانفعل اللص ورفض مجرد مناقشة التفاوض مع التاجر. وخرج اللصوص دون أخذ لقمة من بيت التاجر بسبب حبة ملح أكلها أحد صبيانه. لأن العرف وقتها أن من أكلت طعامه فلا حق لك عليه أن تؤذيه ولو كنت لصاً. ومن شربت ماء من بيته أو ألقيت عليه السلام ورد عليك، فلا يحق لك أن تسرقه أو تؤذيه ولو كنت لصاً. وبعد يا سادة .. تلك كانت أخلاق اللصوص أيام زمان.... فكيف هي أخلاق اللصوص في زماننا ؟؟؟؟ والشيء بالشيء يذكر ، عند وفاة كبير اللصوص في العصر العباسى (أدهم بن عسقلة) ترك وصية لأتباعه اللصوص جاء فيها : [ لا تسرقوا امرأة ولا جاراً ولا نبيل الخلق ولا فقيهاً.. وإذا سرقتم بيتاً اسرقوا نصفه واتركوا النصف الآخر ليعتاش عليه أهله. ولاتكونوا من الأنذال ] لروحك السكينة يا ابن عسقلة... فلقد خان وصيتك لصوص عصرنا الردئ وأكلوا اﻷخضر واليابس! ليت والله ومجتمعنا كله صالحهم وفاسدهم يتخلق بتلك الاخلاق . *أسعد الله يومكم بكل خير*

تم النسخ
احصل عليه من Google Play