. #قصة_وعبرة ✍تمنيت أن يشبع أبي قبل أن يموت قصة حقيقية مؤثرة ومؤلمة جداً : هل يجب أن يموت الفقير كي يتذكره الناس ويتصدقوا على أولاده ؟! تقول إحدى الأخوات : كنا في المرحلة الثانوية ، وكنا في أوقات الإستراحة نجتمع مع بعض الصديقات ونضع فطورنا مع بعض دون أن تعرف إحدانا ماذا جلبت الأخرى . وكانت هناك طالبة مسكينة لم تكن تجلب معها شيئاً، فأقنعتها بالجلوس معنا ، لأنه لا يدري أحد من جلب الطعام . واستمر الحال هكذا لفترة طويلة إلى أن اقترب وقت تخرجنا من الثانوية ، وقتها توفيّ والدها وتغير حال هذه الطالبة المسكينة ، فأصبحت في وضع أفضل من ذي قبل ، تعتني بلباسها وتأتي بالطعام يعني صارت بوضع جيد !! فتوقعت أنها ورثت شيئاً من أبيها . جلست معها وقلت لها : ماذا جرى معك ؟ ما سر هذا التغيير ؟ فأمسكت بيدي وبكت وقالت : والله ، كنا ننام بلا عشاء ، وأنتظر ذهابي للمدرسة صباحاً لكي أتناول الطعام معكم من شدة جوعي ، وكانت أمي تخبئ خبز العشاء لفطور الصباح لإخواني ، فأخرج باكراً من البيت متعمدة لكي أوفر لهم زيادة من الطعام . والآن بعد أن مات أبي ، أصبح كل من حولنا من أقارب ومعارف وأصدقاء يعطوننا ويعتنون بنا ، كوننا أصبحنا أيتاماً !! قالت لي بالحرف : ( تمنيت أن يشبع أبي قبل أن يموت ) قالتها بحرقة والدموع ممزوجة بأحرف كلماتها قالت لي : ( يعني ما عرفوا أننا محتاجين إلا بموت أبي ؟!) بكت بحرقة وهي تقول هذه الكلمات ومازلت أحس بحرارة دموعها ، وحرقتها إلى الآن . العبرة : هل يجب أن يموت الإنسان الفقير حتى يشعر الأغنياء بأولاده الأيتام ؟! ما بال الناس اليوم ؟ ما بالكم أيها المسلمون ؟ أين الإنفاق ؟ أين الزكاة ؟ أين صلة الرحم ؟ أين إغاثة الملهوف ؟ أين الرحمة ؟ قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفاً، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) رواه البخاري ومسلم تفقدوا الأسر العفيفة ، تفقدوا الأقرباء والجيران والأصدقاء لعل فيهم من يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف . والله إن في دهاليز حياة بعضهم آلام لايسمع أنينها إلا الله تعالى أنفقوا ينفق الله عليكم . تصدقوا وادفعوا زكاة أموالكم ولا تخشوا الفقر أبداً . أرخ يدك بالصدقه ، تُرخ حبال المصائب من على عاتقك واعلم أن حاجتك الى الصدقة ، أشدُّ من حاجة من تتصدق عليه.