: هناك من يقرأ القُرآن وهو يُجاهد نفسه لكي يقرأ، وهناك من يقرأهُ دون مُجاهدة لأنّه يحبّه.. -فكيف يُمكن أن تصِل إلى مرحلةٍ تحبّ فيها كتاب الله من كُلّ قلبك؟ لو أبصرَ المؤمن ما خُفيَ من لُطف ربِّه؛ لاستلذّ البلاء كما يستلذُّ العافية!. ﴿حتّى إذا استيْأس الرُّسل وظنّوا أنهم قَد كُذِبوا جاءهُم نصرُنا..﴾ في لحظات الشّدة والكرب والانقطاع تمرّ خواطر عاتية لليأس.. هذه الخواطر ذاتها بشائرُ الفرَج القريب..* لا تُستنار البصيرة إلا بالحُزن، فيرى المرء حقيقة كلّ شيء، حقيقة نفسه.. وحال قلبه.. وصُحبته..وأهله، حقيقة الدّنيا على حالها..فيجعل الله من كلّ ذرّة حُزن في نفسِ العبد نورًا يُضيء به بصيرته حتى يُدرك هوان الدُّنيا.. لا ينبغي لحامل القُرآن أن يرى أحدًا من أهل الأرض أغنى منه ولو ملك الدنيا برحبها؛ وهو الذي أغناه الله تعالى بكلامه واصطفاه من بين أناس كثر، فالإقبال على القرآن ليس بالأمر الهيّن، إنما هو رزق يُؤتيه الله من يشاء من عباده، وكفى بصاحب القرآن عزةً وشرفًا ورفعةً بما وهبهُ الله إيّاه. أحبُّ اليقين الذي أتجاوز به العثرات والأيام الصعبة بأن هُناك خيرٌ قادم، وأن الطَّريق سيُمهده الله، وأن الصعب سيهون، لا أعلم كيف ومتى لكن أثق بأن الله سيُدبّر الأمر بتيسرٍ من عنده، رأيت أن اليقين بالله نجاة في كل مرة أظن به خيرًا فيكون، بمثل هذا اليقين نمضي مُطمئنين آمنين هانئين 🍀🍃