: كثرة النظر والتأمل في كلمات الأنبياء في القرآن، سواء كانت مناجاة مع مولاهم أو دعوةً لقومهم= يُضيء للإنسان مَسيرَهُ إلى الله، ويُبصّره بحقيقة الحياة وجمال العلاقة مع ربّه، ويُكسبه العزّة والأمل والطمأنينة في دعوته للعالمين، ويغذّيه باليقين في وعد مولاه أنّ العاقبة للمتقين. خُفوت المشاعر الإيمانية التي كانت سببا لخوض الطرق العليّة في دين الله، وزادًا للتضحية= شاقٌّ على نفس المؤمن وقلبه، ويُبقي له الآلام بغير رجاءٍ يُخفّفها، والتعبَ بغير لذّة تغلبُه؛ فقد يشعر بالحسرة والندم على سلوكه هذه الطرق، أو يغيّر ويبدّل مُتأوّلاً لنفسه ومُتّكِئًا على ماضيه. = من سلّم نفسه وعقله للقرآن= انتزعه من حياته الضيقة وهمومه الأرضية، وارتفع به إلى معارج من نور، وألقى عليه قولا ثقيلا مُحمّلا بهموم أخروية وأعباء دعوية، ولكنها محفوفة بالمعيّة؛ فإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. فطوبى لمن اختار طريق الله، طوبى له. نعوذ بك سبحانك من سوء الظن بأقدارك، ومن ضيق الصدر وعجلة النفس. نعوذ بك من طمع النفس ومدّ البصر وتقلب القلب. نعوذ بك من الهلع والشح والكنود. نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. ﴿إن يشأ يسكن الريح فیظللن رواكد علىٰ ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور، أو يوبقهن بما كسبوا﴾ قيل: أنه تعالى لو شاء لسكن الريح فوقفت السفن، أو لقوّاه فشردت وأَبَقت وهلكت، ولكن من لطفه ورحمته أنه يرسله بحسب الحاجة (ابن كثير) إن الله سبحانه قادر على إيقاف مجرى الحياة أو تبديلها. 🍀🍃