قصه واقعية - عامل النظافة وبناته لم أخبر أولادي قط عن ماهية وظيفتي، لم أردهم يوماً أن يشعروا بالخجل بسببي. عندما كانت تسألني طفلتي الصغيرة عن عملي، كنت أخبرها بتردد أني مُجرد عامل يدوي.. قبل أن أعود لمنزلي يومياً، إعتدت الإستحمام في أحد الحمامات العامة حتى لا يستطيعوا معرفة ماذا كنت أفعل. أردت إرسال جميع بناتي إلى المدرسة، أردت تعليمهم.. أردتهم أن يقفوا أمام الناس بكل كرامة وإعتزاز ،لم أُرد أن ينظر إليهم أحد بإحتقار كما يفعل الناس معي، فهم مُعتادون على إهانتي دوماً. إدخرت كل قرش ممكن من دخلي من أجل تعليم بناتي. لم أشتري قميصاً جديداً قط، بدلاً من ذلك كنت أستخدم ذلك المال في شراء كتبهم المدرسية، الإحترام، هذا ما تمنيت فقط أن يكنّوه لي، كُنت أعمل كمجرد عامل نظافة. في اليوم السابق لموعد تقديم إبنتي الأولى للجامعة لم أتمكن من توفير رسوم قبول جامعتها، لم أستطع العمل في ذلك اليوم وبدلًا من ذلك جلست بجوار القمامة محاولًا أن أخفي دموعي، نظر إلي جميع زملائي، لكن لم يقترب أي منهم مني أو حاول الكلام معي.