شعر

‏بَلَغَ #يزيد_بن_عبدالملك أنَّ أخَاهُ هشامًا - وَ كانَ وَلِيِّ عَهدِه- يَنتقصه وَ يتمنَّىٰ موته وَ يَعيب عليه لَهْوَه، فكتب إليه: أَمَّا بعد، فقد بلغني استثقالُكَ حياتي وَ استبطاؤكَ موتي، وَ لَعَمري إنَّكَ بعدي لَوَاهي الجناح أجذم الكف، وَ ما استوجَبْتُ منكَ مَا بَلَغَني عَنك. فأجابه هشام: أَمَّا بعد، فِإنَّ أميرَ المؤمنين مَتَىٰ فَرَّغَ سَمْعَهُ لقولِ أهل الشَّنَآن وَ أعداء النِّعَم.. يوشكُ أنْ يَقدحَ ذٰلكَ في فسادِ ذات البَين فتُقطع الأرحام. فكتب إليه يزيد: نَحنُ مُغتفرونَ مَا كانَ منكَ، وَ مكذِّبون مَا بَلَغَنا عَنك، وَ إِنِّي لَأكتبُ إليكَ وَ أَنَا أعلمُ أنكَ كَمَا قالَ الأول: وَ إِنِّي عَلىٰ أشياءَ منكَ تريبُني قَديمًا لَذُو صَفْحٍ عَلىٰ ذاكَ مُجمِلُ سَتَقطَعُ في الدُّنيا إِذَا مَا قَطَعتَني  يَمينكَ، فَانظُر أَيَّ كَفٍّ تَبَدَّلُ إِذا أَنتَ لَم تُنصِفْ أَخَاكَ وَجَدتَهُ  عَلىٰ طَرَفِ الهِجرَانِ إِنْ كانَ يَعقِلُ وَيَركَبُ حَدَّ السَيفِ مِن أَنْ تَضيمَهُ إِذَا لَم يَكُن عَن شَفرَةِ السَّيفِ مَزحَلُ. فَلَمَّا أتىٰ الكتاب هشامًا ارتحلَ إليه، فَلم يَزل في جوارِهِ مَخَافة أهل البغي وَ السِّعاية حتىٰ ماتَ يزيد.♥️

تم النسخ
احصل عليه من Google Play