وَ لَوْلَا أَخٌ أَحمَدتُ فِي الْوُدِّ عَهْدَهُ عَلَىٰ حَدَثَانِ الدَّهْرِ مَا كُنْتُ أَسْتَثْنِي وَ رُبَّ بَعِيدِ الدَّارِ يُصفِيكَ وُدَّهُ وَ مُقْتَرِبٍ يَجْنِي عَلَيْكَ وَ لَمْ تَجْنِ وَ مَا الوُدُّ فِي الْقُرْبَىٰ وَ إِنْ هِيَ أَوْجَبَتْ وَ لٰكِنَّهُ فِي الطَّبْعِ وَ الشَّكْلِ وَ الوَزْنِ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الوَدِيدَيْنِ خُلَّةٌ فَلا أَدَبٌ يُجْدِي وَ لا نَسَبٌ يُدنِي فَذَاكَ أَخٌ لَوْلاهُ أَنْكَرْتُ كُلَّ مَا سَمِعْتُ بِهِ عَنْ أَحنَفِ الحِلْمِ أَوْ مَعنِ فَإِنْ لَمْ أُصَرِّح بِاسْمِهِ خَوْفَ حَاسِدٍ يَنُمُّ عَلَيْهِ فَهْوَ يَعْلَمُ مَنْ أَعنِي عَلَىٰ أَنَّ ذِكْرَاهُ وَ إِنْ كَانَ نَائِيًا سَمِيرُ فُؤَادِي فِي الإِقَامَةِ وَ الظَّعنِ أَنُوحُ لِبُعدِي عَنْهُ حُزْنًا وَ لَوْعَةً كَمَا نَاحَ مِنْ شَوْقٍ جَمِيلٌ عَلَى بُثْنِ فَمَنْ لِي بِهِ خِلًّا كَرِيمًا نِجَارُهُ فَقَد سَئِمَتْ نَفْسِي مُعَاشَرَةَ الْهُجْنِ تُجَاذِبُنِي نَفْسِي إِلَيْهِ وَ دُونَنَا أَهَاوِيلُ مُلْتَجِّ الْغَوَارِبِ مُسْتَنِّ لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تَسْخُو بِلُقْيَةٍ أَرَاهُ بِهَا بَعْدَ الْكَزَازَةِ وَ الضَّنِّ وَ إِنِّي وَ إِنْ طَالَ الْمِطَالُ لَوَاثِقٌ بِرَحمَةِ رَبِّي فَهوَ ذُو الطَّوْلِ وَ الْمَنِّ. #البارودي🔻