شعر

ماذا يُفيدُ الصَوتُ مُرتَفِعاً؟ إِن لَم يَكُن لِصَوتٍ ثَمَّ صَدى وَالنورُ مُنبَثِقا وَمُنتَشِراً إِن لَم يَكُن لِلناسِ هُدى إِنَّ الحَوادِثَ في تَتابُعِها أَبدَلنَني مِن ضِلَّتي رَشَدا ما خانَني فِكري وَلا قَلَمي لَكِنْ رَأَيتُ الشِّعرَ قَد كَسَدا كانَ الشبابُ وَكانَ لي أَمَلٌ كَالبَحرِ عُمقاً كَالزَمانِ مَدى وَصَحابَةٌ مِثلُ الرِّياضِ شَذىً وَصَواحِبٌ كَوُرودِها عَدَدا لَكِنَّني لَمّا مَدَدتُ يَدِي وَأَدَرتُ طَرفي لَم أَجِد أَحَدا ذَهَبَ الصِّبى وَمَضى الهَوى مَعَهُ أَصَبابَةٌ وَالشَيبُ قَد وَفَدا؟ فَاليَومَ إِن أَبصَرتُ غانِيَةً أُغضي كَأَنَّ بِمُقلَتي رَمَدا وَإِذا تُدارُ الكَأسُ أَصرِفُها عَنّي وَكُنتُ أَلومُ مَن زَهِدا وَإِذا سَمِعتُ هُتافَ شادِيَةٍ أَمسَكتُ عَنها السَّمْعَ وَالكَبِدا كَفَّنتُ أَحلامي وَقُلتُ لَها نامي فَإِنَّ الحُبَّ قَد رَقَدا وَقعُ الخُطوبِ عَلَيَّ أَخرَسَني وَكَذا العَواصِفُ تُسكِتُ الغَرِدا عَمرٌو صَديقٌ كانَ يَحلِفُ لي إِن نُحتُ ناح وَإِن شَدَوتُ شَدا وَإِذا مَشَيتُ إِلى المَنونِ مَشى وَإِذا قَعَدتُ لِحاجَةٍ قَعَدا صَدَّقتُهُ فَجَعَلتُهُ عَضُدي وَأَقَمتُ مِن نَفسي لَهُ عَضُدا لَكِنَّني لَمّا مَدَدتُ يَدي وَأَدَرتُ طَرفي لَم أَجِد أَحَدا - إيليا أبو ماضي

تم النسخ
احصل عليه من Google Play