شعر

لعمري لقدْ ولَّى الشبابُ، وحلَّ بي منَ الشيبِ خطبٌ لا يطاقُ مردُّهُ فَأَيُّ نَعِيمٍ في الزَّمانِ أَرُومُهُ؟ وأي ُّ خليلٍ للوفاءِ أعدُّهُ؟ وكيفَ ألومُ النَاسَ في الغدرِ بعدما رأيتُ شبابي قدْ تغيَّرَ عهده ؟ وَأَبْعَدُ مَفْقُودٍ شَبَابٌ رَمَتْ بهِ صروفُ اللَّيالي عندَ من لا يردُّهُ فَمَنْ لِي بِخِلٍّ صَادِقٍ أَسْتَعِينُهُ على أملي، أو ناصرٍ أستمدهُ؟ صحبتُ بني الدنيا طويلًا فلم أجد خَليلًا، فَهَلْ مِنْ صاحِبٍ أَسْتَجِدُّهُ فأكثرُ من لَاقيتُ لم يصفُ قلبهُ وأصدقُ من واليتُ لم يغنِ ودُّهُ أطالبُ أيامي بما ليسَ عندَها وَمَنْ طَلَبَ الْمَعْدُومَ أَعْيَاهُ وُجْدُهُ فَمَا كُلُّ حَيٍّ يَنْصُرُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ ولا كلُّ خلٍّ يصدقُ النَّفسَ وعدهُ وأصعبُ ما يلقى الفتى في زمانهِ صَحابَةُ مَنْ يَشْفِي مِنَ الدَّاءِ فَقْدُهُ. #البارودي♥️

تم النسخ
احصل عليه من Google Play