مسجات إسلامية

إذا النساء جعلن قلائد من ذهب وفضة والماس.. دونك قلادة الدعوة.. فالحجاب دعوة صامتة إلى هذا الدين بالالتزام بالأوامر، فكم من امرأة أسلمت عندما رأت تمسك المسلمة بالحجاب، وتساءلت: ما هو هذا الحجاب؟ وتتبعت حتى هداها الله عز وجل. وكم من امرأة كافرة سألت وهي ترى التفاوت في أنواع الحجاب: هل هؤلاء مسلمات؟ تلك شعرها يراه الغادي والرائح، والأخرى وجهها مكشوف، والثالثة النحر باد، والرابعة لا يرى منها شيء؟ فلها الحق أن تتساءل أليس كلهن مسلمات؟!

قال سفيان الثوري: رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم سلم، فقلت له: ما شأنك؟ ومم تطلب السلامة؟ فقال لي: يا أخي.. كنا أربعة إخوة تنصر أحدنا، وتهود الآخر، وتمجس الثالث، وبقيت أنا خائفا من الله تعالى، وراغبا في السلامة.

لا يزال الرجل بخير ما دام يفكر في الخير، ويبحث عنه، ويتلمس أبوابه، ولا خير فيمن يسدي الخير للغير وينسى أقرب الناس منه وأحق الخلق به، كشجرة القرع تنبت في أرض وتثمر في أخرى!

الجود بالخلق والبشر والبسطة، فوق الجود بالصبر والاحتمال والعفو، وهو الذي بلغ بصاحبه درجة الصائم القائم وهو أثقل ما يوضع في الميزان. [ابن القيم].

عن سفيان بن دينار: قال: قلت لأبي بشر: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيرا ويؤجرون كثيرا، قال: قلت: ولم ذاك؟ قال: لسلامة صدورهم.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: وغالب من يتعرض للمحن والابتلاء ليرتفع بها؛ ينخفض بها لعدم ثباته في المحن بخلاف من ابتلاه الحق ابتداء. [الاستقامة 2/56]. وقال أيضا: إذا تعرض العبد بنفسه إلى البلاء وكله الله إلى نفسه. [10/577].

قبل أن تبغض إنسانا أو تعاديه أو تغتابه انظر إلى حسناته وإيجابياته. تجد أن أخطاءه تضيع في بحر حسناته، وبهذا تخرج وأنت سليم الصدر له، ناصحا لما أخطأ حسب الآداب المرعية والطرق الشرعية.

قسم الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - كل ما يملك نصفين ثم وزعه في سبيل الله، وقيل إنه قاسم ربه ثلاث مرات حتى النعل والنعل..

مر وهب بمبتلى أعمى مجزوم، مقعد عريان، به وضح، وهو يقول: الحمد لله على نعمه، فقال رجل كان مع وهب: أي شيء بقي عليك من النعمة تحمد الله عليها؟ فقال له المبتلى: ارم ببصرك إلى أهل المدينة، فانظر إلى كثرة أهلها، أفلا أحمد الله أنه ليس فيها أحد يعرفه غيري؟! [عدة الصابرين 181]. أي أن الله - جل وعلا - خصه بالبلاء ليمحصه ويطهره. قال أبو الدرداء: من يتفقد يفقد، ومن لا يعد الصبر لفواجع الأمور يعجز. [حلية الأولياء 1/181].

قيل لرجل من الفقهاء: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب)، فقال الفقيه: والله، إنه ليجعل لنا من المخرج، وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وإنه ليرزقنا وما اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة: (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا).

سطر الربيع بن خيثم موقفا عظيما في حياته فهاهو بعدما سقط شقه يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحابه يقولون: يا أبا يزيد لقد رخص لك، لو صليت في بيتك، فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: حي على الفلاح، فمن سمعه منكم ينادي حي على الفلاح فليجبه ولو زحفا، ولو حبوا [حلية الأولياء2/113]

لا يزال الإنسان يتفيأ نعم الله عليه نعمة إثر نعمة فإذا زالت إحداهن علم عظمها وتذكر فضلها وأحس بفقدها (وقليل من عبادي الشكور).

روي أن ميمون بن مهران قال للحسن: إني قد أنست من قلبي غلظة، فاستلن لي منه. فقرأ الحسن: (أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) فتأثر ميمون بذلك كثيرا. فقال له ابنه بعدما خرجا من عنده: كنت أحسب أن الحسن أكبر من هذا، فقال: لقد قرأ آية لو تفهمتها بقلبك لألفيت لها فيه كلوما. [رواه القشيري: تاريخ الرقة 38].

قال الرجل المجرب: تأملت في أحوال الناس فإذا هم مسافرون في هذه الدنيا، يسكن بيتا وربما انتقل لثان أو ثالث فقط، ثم ينقل إلى قبره. رحلة قصيرة وسريعة كلمح البصر لمن تأمل فيها.. لكنها لم تنته بعد..

مر أبو الدرداء على رجل قد أصاب ذنبا فكانوا يسبونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى، قال: فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله - عز وجل - الذي عافاكم، قالوا: أفلا نبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهذا أخي.

كان ابن عياش يقع في عمر بن ذر ويشتمه، فلقيه عمر فقال: يا هذا لا تفرط في شتمنا، وابق للصلح موضعا، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه. [السير 6/389].

بعض هموم الناس وغمومهم تأتي من عدم الإخلاص لله - عز وجل - في أعمالهم. فإن وصل رحمه وأعطاهم ولم يكافئوه غضب ودخله الهم والغم، وإن أحسن إلى صديق ولم ير منه إقبالا نحوه أهمه الأمر. أما علمت أن هناك ربا يجازيك ويحسن إليك، فلماذا تتبع أقوال الناس وتنتظر مكافئتهم لك!

قال ابن القيم: الحاسد عدو نعمه، وعدو عباده، وممقوت عند الله وعند الناس، ولا يسود أبدًا، ولا يواسي، فإن الناس لا يسودون عليهم إلا من يريد الإحسان إليهم، والفاضل لا يكون حسودًا، ولا يحسد إلا المفضول، والله عز وجل قد ينعم على المحسود بالنعمة التي حسد عليها أو يزيد. [بدائع الفوائد 2/462].

من خوارم الأخلاق: العجب بالنفس وأعمالها وتفانيها في الخدمة وأنه قدم وقدم ومساء البارحة لم تحتحل عينيه بالنوم همًّا وغمًّا لحال المسلمين.. ورحمه الله حصين بن عبد الرحمن عندما قال: أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت.

قال عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ رَحِمَهُ الله: لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُعْصَى اللهُ لَتَمَنَّيْتُ أَنْ لَا يَبْقَى فِي هَذَا الْمِصْرِ أَحَدٌ إِلَّا وَقَعَ وَاغْتَابَنِي وَأَيُّ شَيْءٍ أَهْنَأُ مِنْ حَسَنَةٍ يَجِدُهَا الرَّجُلُ فِي صَحِيفَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ يَعْمَلْهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِهَا [صفة الصفوة 4/5].

تم النسخ

احصل عليه من Google Play