مسجات عبارات وخواطر

مسجات عبارات وخواطر

بإمكاني تحويلك من وجود رائع الى مجرد فكرة عابرة لا تستحق أن تُذكر

‏عجاف القلوب لن ينفع معهم وُدّ ، حتى لو زرعت لهم سبع سنين سنابل حُب.

قاعدة عظيمة: مهما كان الحاضر مُرًّا، فإن حلاوة درب اليقين تطغى عليه وتطفئ مرارته. نعم، حلاوة درب اليقين تُطفئ مرارة الواقع الذي تعيشه. ليس المقصود أن هذا يحصل بتحقيق الاستجابة، لا! اسمعوني جيدًا. الآن، نحن أحيانًا نكون في واقع مؤلم: تعب، مرض، ضيق. والناس في حاجاتهم ينقسمون إلى نوعين: حاجات جلب، وحاجات دفع. احفظوا هذا جيدًا. حاجة الجلب: أن أريد شيئًا، مثل مال، زواج، نجاح، وظيفة… هذه تُسمى حاجة جلب. حاجة الدفع: أن أريد أن يُصرف عني ضرر، مثل مرض، فقر، خوف، سجن… هذه تُسمى حاجة دفع. والإنسان حين يكون في حاجة، سواء كانت جلبًا أو دفعًا، يخرج من حالة الاستقرار النفسي. يصبح في حالة ألم وقلق. فتجده يقول: أريد الزواج، أريد النجاح، أريد الشفاء، لكنه لا يشعر بالراحة النفسية. وهذا ما نسميه بمرارة الحاضر. لكن القاعدة تقول: مهما كان الحاضر مرًّا، فإن درب اليقين بحلاوته يغمر تلك المرارة، لا بتحقيق الطلب، بل بشيء أعظم. اسمعوني جيدًا: درب اليقين له فائدتان: فائدة عظمى: لا تُعوَّض، وهي معرفة الله. أن تعرف ربك، أن تحبه، أن تأنس بقربه، أن تطمئن إلى حكمته. هذا أعظم عطية في الحياة. لأن من لم يعرف ربه، حتى لو امتلك كل شيء، يعيش في جحيم. جحيم في العلاقات، جحيم في المال، جحيم في الشهرة. اقرأوا في حياة المشاهير، كم من جميلة مطلقة سبع مرات! كم من فنان يعيش قلقًا رغم المال والشهرة. السبب؟ غياب معرفة الله. فائدة صغرى: وهي تحقيق المطلوب، زواج، مال، شفاء… وهذه فائدة مؤقتة، تنتهي بانتهاء الدنيا. لكن لا بأس بطلبها، فهي ليست مذمومة، بل طيبة إذا كانت وسيلة لطاعة الله. درب اليقين يقدم لنا: فائدة دائمة: معرفة الله (تبقى معنا في الدنيا، في القبر، ويوم القيامة). فائدة مؤقتة: تحقيق الطلب، وهي زائلة. فمن سار على درب اليقين لأجل معرفة الله، نال الفائدتين. ومن سار لأجل تحقيق مطلب فقط، فقد فاته الكثير. أمثلة حية: يحدث أن تسير في درب اليقين لطلب شيء، ولكنك تُفاجأ بأن قلبك امتلأ نورًا وسكينة قبل تحقق الطلب! شخصات تقول: يا دكتور وجهي منور! أخرى تقول: كل خلية في جسمي تشعر بالنور والاطمئنان! هذه هي حلاوة درب اليقين… التي تُغرق مرارة الحاضر. إذًا: الفائدة الكبرى تأتي أولًا: أن تعرف الله. الفائدة الصغرى تأتي بعدها: أن يُحقق الله لك ما تريد. والأهم: أن تعرف الله في الرخاء، فتأنس به في البلاء. حين تدخل على الله وأنت تعرف صفاته، تحب أن تناجيه، تشتاق للجلوس معه. فصفات الله جميلة: الكريم، الودود، اللطيف، الجبار، الغفور… تأمل هذه : {وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي} الله معك… ! تأمل : {فَإِنِّي قَرِيبٌ} تأمل : {أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي} كل يوم في الثلث الأخير من الليل، يناديك ربك: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل؟ تخيل أن تدخل في هذا القرب الإلهي… وأن تشعر فعلًا أن الله معك حين تذكره، حين تسجد له، حين تقرأ القرآن وتشعر أنه يكلمك. نعم، الله يكلمك في آياته، وأنت ترد عليه بقولك: لبيك يا رب، سمعًا وطاعة. أخيرًا: درب اليقين ليس فقط طريقًا لتحقيق الطلبات، بل هو منهج حياة. منه تذوق السعادة الحقيقية. منه تُشرق روحك. منه تُفتح لك أبواب الجنة. فابدأ الآن في هذا الدرب، وعلّمه للناس، واطلب منهم فقط أن يدعوا لك بظهر الغيب في جوف الليل.

تم النسخ

احصل عليه من Google Play