بدلا من أن تسقط الدمعة في النهر ، سقط النهر في عينّاه
عزيزي .. ماذا يمكنني أن أقول لك؟ الأمور لا تمضي على ما يرام أبدًا إنني أكثر حزنًا وضجرًا مما أستطيع أن أصفه لك ولم أعد أعرف في أيّ نقطة أنا .
يمشي في الطريق وحده.. يؤلمه الطريق، ويؤلمه أكثر أنّه وحده.
يبكي.. من كثرة تعلُقه بالأشياء وعدم نيلها. يبكي.. لأن قلَبه الصغير لم يعد يتحمل الفقد مرة أخري.
ثمَّة ألم. كثيرٌ من الألم في كلِّ مكان، وفي كلِّ أحد. لا فرق إلاَّ في ما بين أولئك الذين يستطيعون إخفاءه، والذين لم يعودوا قادرين على ذلك
أيام بِلا معنى تزداد من خلالها الرغبة في تجنّب كلِّ شيء
وجعي يُثقلني كملابسٍ مبلولة، لا أملكُ أن أخلَعَها.
مؤسف أن يأخذ الإنسان دروسه المؤلمة من الأشياء التي أدخلها قلبه وأستأمنها عليه ❤️
من يحزنون حقاً؛ لا يستطيعون البكاء. البكاء رفاهيةٌ. الحزنُ يضربُ القلب والمعدة والقولون بيدٍ، ويسدّ مجرى الدمع بيده الأخرى. آخر صديق لي مات، وقفتُ أضحك في وجوه المعزين ممسكاً معدتي. البكاء هروب من الحزن.
كيف لك أن تشعر بأني قد أتعمد إيذائك يومًا وأنا الذي حتى في لحظات صمتنا لطالما كنتُ خائفًا أن تجرحك الظنون؟
لم يكُن لديَّ أعز مِنك! ولهذا لا يُمكنني أن أسامحك.
بلحظةٍ باردة .. تحول هذا الجسد الهش .. إلى ذاكرةٍ عابرة .. حالكةٍ بالخراب ..
ويمشي على مهلٍ لأنه وبطريقةٍ ما فقدَ كُل ما قد مشى مستعجلًا لأجله.
إنهُ شعورٌ فظٌّ، مُهيبٌ ومرعبٌ أن تشعرَ وكأنّك تقدمت مئة عامٍ قبلَ الآخرين، وأن جميع ما يشعر به البشر خلال سنواتٍ طويلةٍ شعرت به أنتَ خلال سنةٍ واحدة !*
شخصٌ مثليّ قضى عُمرهُ كُلّه مُتعب وكأنّني مخلوقٌ من تعب، لا يُهمني شيء ولا تعنيني خطوات أحد. ولا تعتريني رغبة سوى بأن أطمئن و أستريح.
كانت مُعضلتك أنك تدعي النسيان.. بينما كان المشهد يُعاد دومًا في رأسك، ويزيد ثُقبًا في قلبك!
مثل صبّار حزين لا يبكي، لأنّه يُدرك أنه لو بكى مئة عام.. لن يَحتضنه أحد
لم يكتُب لي و لَو رسالةً واحدة تُخبرُني أنّي أعني لهُ شيئاً .
أفقد كل شيء، رويدًا رويدًا ملامحي، أحلامي حتى أنا أتساءل كيف يمكن للمرء أن يكمل حياتهُ وبينَهُ وبينَ مايريده دروبًا طويلة لا تنتهي؟.
أكثر المشاعر إيلاماً وإيذاءاً لنا، هي تلك المشاعر اللا معقولة، مِثل التوق إلى الأشياء المُستحيلة لكونها مُستحيلة، والحنين إلى ما لم يكُن ابداً، والرغبة في ما كان من المُمكن حدوثه ولم يحدُث، والندم على فشلك في أن تكون شخصاُ أخر، والإستياء من فكرة وجودك في هذا العالم .