دائما أتساءل عن سبب اشتياق الإنسان لنفسه القديمة، وماذا يفتقد فيها بالضبط، هل يفتقد خفتها من التعقيدات، أم جهلها في كثير من الأمور التي أصبح يدركها مؤخرا، أم قدرتها على التعبير بكل سهولة عن مشاعرها دون خجل كأن يبكي وقت البكاء ويقفز وقت الفرح، أم عدم اكتراثها لآراء الناس من حولها.
خرجوا من حياتي مثلما دخلوها أول مرة بذات الثقل والغرابة، إحساسي باللاشيء من بعدهم كما كان معهم، هو كل ما تبقّى لي.
مع كامل الأسى والأسف والقرف والإشمئزاز أنطفى شغفي وقدرتي وتحمليّ على تقبل الحياة.
ثمة أمر لا تستطيع أن تجتازه بسهولة، ثمة شعور لا يجديه التغاضي، ثمة عتاب طويل في صدرك كتمانه صعب وإفصاحه إهانة، ثمة أشياء لا تبدو بتلك البساطة.
أنا الذي كنت عدة أشخاص، متى أكون نفسي؟
العائلة تعتقد بأننا نكبر حينما نصل لرقم أحمق معين من العمر ، إنهم لا يعلمون بأننا قد كبرنا وهم في غفله عنا ، تماماً كما كبرت أنا في الثانية عشر من عمري.
كيف أشرح لك أنني أمر بأيام تظلّ فيها الكلمات واقفة فوق صدري كالحجارة، وأنّه حتى الكلام صار يشكل عبئاً ثقيلاً عليّ؟.
صنعنا من الخيبات المتكدسة في سراديب الذاكرة ،متحفًا لكل فكرةً يافعه
ومَاذا نَقولُ لأحَلامِنا حينَ تَهبِطُ مُستَاءةً مِن أعالِي الرَّجاء..!
الكتمان مرهق ، والبوح لا يغير شئ .
ستظل وحيداً ، ولن يحتويك أحداً سوي غرفتك البائسه.
كم أسف سأتحمل بعد ؟
وددتُ كثيراً لو أنني أستطيع انتزاعك من الصوره لأنظر في عينيك مباشرة وأخبرك كم كان شاقًا أن تحترق روحي ولا يمكنني لمسك ..
كل البشر يعانون من الإفراط في إحدى صفاتهم...
عِندما قرأت عباره إعتزل ما يؤذيك أول ما فكرت به هي نفسي ، كيف يهجر المرء نفسه ؟ 💔
أتذكر أنني كنت أتظاهر بعدم الاهتمام حين يرد اسمه، وحين تبلغني تحياته أكتفي بأن أهز رأسي ولا شيء غير ذلك لكنه ظلّ بالنسبة لي مثل جرحٍ قديم إذا تذكرته، إذا طفا وجهه، أحس نحوه بحنينٍ جارف، وأحس بالغضب، إذ كيف يمكن لمخلوقٍ من هذا النوع ألّا يكون معي؟ أن لا نكون معًا؟
لقد عزّ عليّ كل العشم الذي اهدرته، انا الذي ادركت أكثر من اي وقت مضى انه حتى أكثرُ الاشياء ثباتاً تهتز على مر الأيام، و ما من استثناء بعد الآن ابداً.
فكرت فيك حتى أتلفت نصف دماغي ، وخلقت تسعين مشهدًا، وتسعين حوارًا، وتسعين قصة كان يمكن أن تدور بيني وبينك في هباء المستقبل.
لا أريد القوة التي تأتي بعد الجرح ولا الدرس الذي أتعلمه بالألم، لا أريد أياً من هذا، هناك أكثر من طريقة مسالمة لا تستوجب الخسائر
هُنا في قَلبّى ، تراكمَت أشياء كَثيرة جِداً .