ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها فرجت وكنتُ أظنُّها لا تفرجُ
من شدّة الحبّ الذّي في خافقي أحببتُ كلّ حبيبةٍ من أهلهِ الأمّ والأختُ التّي في بيتهِ والجدّة الكبرى وسابعُ أصلهِ إن كان يحمل لي الوداد بقلبهِ فلقد حملتُ ودادهُ من قبلهِ فأدام ربّي مشينا مع بعضنا لأكون أدنى عندهُ من ظلّهِ.
لا يَسهَرُ اللَّيلُ إلا نائِمُ العَصْرِ وَليسَ لِلشَّوقِ ذَنبٌ في الَّذي يَجري فَنَمْ بِلَيلكَ إنَّ اللَّيلَ مَرحَمَةٌ وَإن سَهِرتَ فلا تَسحَبْ عَلى الفَجرِ.
إنَّ الحبيبَ الذي هامَ الفؤادُ بهِ يَنَامُ عَن طُولِ لَيلٍ أنتَ ساهرُهُ
سَهِرَت أَعيِنٌ وَنامَت عُيونُ في أُمورٍ تَكونُ أَو لا تَكونُ فَاِدرَأِ الهَمَّ ما اِستَطَعتَ عَن النَفــسِ فَحِملانُكَ الهُمومَ جُنونُ إِنَّ رَبّاً كَفاكَ بِالأَمسِ ماكانَ سَيَكفيكَ في غَدٍ ما يَكونُ
أيا معشرَ العشاقِ بالله خبّروا إذا حلَّ عشقٌ بالفتى كيفَ يصنعُ؟
للهِ دَرُّ الحبِّ ماذا يصنعُ؟ يعْنُو له مَلِكُ الزمانِ ويخضعُ لِلحبِّ سلطانٌ عظيمٌ شانُه مهما يقُلْ قولاً فقلبي يسمعُ إن يُغْرَِ بالهِجرانِ مالكُ مُهجتي أُقبِلْ إليه بحالتي أتضرّعُ ماذا انتفعتُ بحالتي عند الهوى؟ حالُ الهوى أَبدًا أجلُّ وأرفعُ _ ابو القاسم المعتمد ابن عباد .
ماذا عليَّ إذا أتيتُ لأسأَلك؟ وشكَوتُ قلبًا بعد هجرِكَ قد هَلَك مَن يُقنِعُ الآمالَ أنك لستَ لي أو يُقنِعُ الآلامَ أنِّي لستُ لَك؟
ربّاهُ ما ضاقَت وأنتَ رجَاؤنا من حسبهُ مولاهُ كيفَ يخيبُ؟
يأتيكَ بالودِّ مَن تنسى مَوَدّتُهُ وَمن تودُّ وِدادا منهُ ينســــاكَ
معاذ الله ما أنهيتُ وُدًا بَدأتُه إلاّ بعدما رأيتُ أنَّه قد هانَ وُدِّي
دع السَّوادَ الذِي يغشى ضمائِرَهم وعِش نقيًّا فداك القال والقِيل
إنّ الأمُور إذَا إلتَوت وتعقدت نزلَ القضَاءُ مِنَ الفضاءِ وحلها، فاصبِر لها، فلعلهَا، ولعلهَا،، ولعلّ مَن خلقَ الفضاء يحُلّها
يا رَبِّ، قد ضاقَت عَلَيَّ الحال وتكاثَرَ الأعداءُ والعُذَّالُ فاكتُب ليَ الفَرَجَ القريبَ فأنتَ مَن بدُعائِهِ... تَتَحَقَّقُ الآمالُ
لم أذكر الرحمن ساعةً كربةٍ.. إلا أزاح الله عني كربتي ! ويدي التي عند الدعاء رفعتُها.. ما أُنزِلتْ إلا أجيبتْ دعوتي !
لَنْ تَستطيعَ سِنينُ البُعْدِ تَمنَعُنا إنَّ القُلوبَ بِرَغْمِ البُعدِ تَتَّصِلُ لا القَلبُ يَنسَى حَبيبًا كَانَ يَعْشَقُهُ ولا النُّجومُ عَنِ الأفْلاكِ تَنْفَصِلُ
وقد يُعجز الداءُ البسيطُ أطبةً ولو سلكوا في البحثِ كل طريقِ وقد يجعلُ اللهُ الشفاءَ كرامةً بنظرةِ خلٍ أو بصوتِ صديقِ
وطفلاً من رصيفِ الموتِ يصعَدُ صوتُهُ الصافي يبيعُ الفُلَّ والإسفلتُ يأكُلُ قلبَهُ الحافي!
سُروريَ أنْ تَبقى بخَيرٍ وَنعْمةٍ وإنِّي من الدُّنيا بِذلكَ قانِعُ
وتَعوْدُني الذّكرى وفي طَيَّاتِها شوقٌ قديمٌ في الضّلوع تَوقَّدا باللهِ يا مُقَلَ العيونِ تكتَّمي إياكِ أنْ تُبدي الذي قد أُكْمِدا أياكِ أنْ تبدي ليَ الوجهَ الذي من فرطِ آهاتِ الفراقِ تَجَعَّدا