فواللهِ ما ملَّ الفؤادُ هواكمُ ولا النفسُ من حِبٍّ سِواكِ تَمنَّتِ ولا طِبتُ نفسًا عنكِ لمَّا هجَرتُكم ولستُ سِوى باكٍ عليكِ فميِّتِ
لم أدري مَا البَين إلّا بعدَ هَجرِكُمُ إذ غيرَ وصلِكُمُ للوصلِ لم أجدِ.
'' يجفُو وَأغفِر ذنبهُ مِن بسمةٍ وجهٌ كنُور البَدر كيفَّ يُلام ؟''
أراهُ سُكني في البعاد واذا دَنا وأراهُ في كلِّ الحزونِ عضيدا وأراهُ عَذبًا في الخِصامِ وفي الرِّضا وأراهُ في كُلِّ الظُّروفِ جميلا طبْعُ المُحِبَّ إذا تَبَسَّمَ خِلُّهُ يَنْسَى العِتابَ ويقبلُ التأويلا.
ياليتني كُنْتُ من سُكّانِ بلْدتِكُمْ البابُ بالبابِ .. أمّا الدارُ بالدارِ لكنتُ في كلِّ يومٍ من زِيارتِكُمْ أقْضِي اللزوم لأنّ الجارَ للجارِ.
فإذا سقطتُ سقطتُ أحملُ عزّتي يغلي دمُ الأحرار في شرياني
العَقلْ يُبدي كَمالًا في تَرَزُّنِهِ والوَجْهُ إلهَامُ دِيوانٍ يُغَازِلُها
إنِّي رَأَيْتُكَ قَدْ مَلَلْتَ مَوَدَّتِي فَعَلِمْتُ أَنَّ دَوَاءَكَ الهُجْرَانُ
ـاُهجر هَواكَ إذا عليكَ تَكبَّرا ليس الغرامُ تَسلُّطًا وتَجبُّرا لا تطرق البابَ المُغَلَّقَ ثانيًا إنّ المودّةَ لا تُباع وتُشترَى ••
لأنَّك ساكنٌ في كُل كُلِّي أراك خياليَ الأبهَى وظلِّي.
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ
ولكُلِّ وجهٍ حُسنُهُ وصفاتهُ لكنَّ وجهك بالكمالِ تفرَّدا
أيّ امرأةٍ غيركِ أنتِ عاشت قسوة أيامك وصارت رغم القسوةِ أنعم؟
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
و سَامَةُ الشَّكلِ لا تُغنِي عَنِ الأدبِ و يُحمَدُ المَرءُ بالأخلاقِ لا النَّسَبِ
لَا تَنظُرَنَّ لِأَثوابٍ علَى رجلٍ إِن رُمتَ تَعرفُه فَانظُر إلَى الأَدبِ فَالعُودُ لَو لمْ تَفحُ منهُ رَوائِحُهُ مَا فرَّقَ النَّاسُ بَينَ العُودِ وَالحَطبِ
وقرأتُ في عَيْنِ المَلِيحَةِ جُملةً إعرابُها -يا أنتَ- إنَّكَ موطني لا تُفصِحِي بالقولِ إنَّ عُيُونَنا في البَوحِ أفصحُ من كلامِ الألْسُنِ
وإذا لقيتُك لا تَسَل عن حالتي فملامحي بالشوق خيرُ بياني واسمع عيوني كَلما لاقيتني فأنا عيوني في اللقاءِ لساني
٠ أكلّف النفسَ صَبراً وهي جَازعةٌ والصبرُ في الحبّ أعيا كلَّ مشتاقِ #البارودي
تحمَّل من حبيبكَ كُلَّ ذنبٍ وعُدَّ خطاهُ في وفقِ الصوابِ ولا تعتُب على ذنبٍ حَبيبًا فكم هجرًا توَلَّدَ من عِتابِ