فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا
ففي الناسِ أَبدالٌ وفي التَركِ راحَةٌ وَفي القلبِ صَبرٌ لِلحبيبِ وَلَو جَفا فما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواك قلبهُ وَلا كُلُّ مَن صافَيتهُ لكَ قَد صَفا إِذا لَم يَكن صفوُ الودادِ طبيعَةً فَلا خَيرَ في وِدٍّ يجيءُ تكَلُّفا
إن جئت مكسورًا فضمُّكَ واجبٌ أنا في هواكَ أُخالفُ الإِعرابا.
ويمنعني الحياء برغم أنّي اكاد أموتُ من شوقي إليهِ أقول له : أتيتُ لأطمئن ويدري الله لاخوفٌ عليهِ ولكني أتيتُ لضعف قلبٍ تباكى لهفةً،ارفق عليه
وسألتُها بَعد النّوى: اشْتَقتِ لي ؟' ردّت : حَرِيُّ بي أنا أن أسألَك صمَتَت وعيناها تقولُ بحُرقةٍ: أوَهكذا تقسو على مَن دلّلَكْ؟ وبَكَت ولكن أردَفَت: أتظنُّني أبكي عليكَ ؟حقيقةً، ما أجهلَك! فلِسانُها ينفي الحنينَ، وقلبُها يشدو الأماكن كلّها تشتاقُ لك
وإن الصِّحابَ كثِيرٌ جِواري وتبقَين أنتِ منارَ السِّنين فأعثرُ يومًا وأكسرُ يومًا وأنتِ ورائي لجبر الأنِين فأُصبح وأُمسي بحمد إلهي بأن قد هباني بنُورِ السِنين
عتبي عليكَ وكم تغيبُ وأعتبُ وتُطيل بُعدك ياقريبُ وأُعجبُ كم أدَّعي أني سلوتُكَ عامدًا وأقول أني قد نسيتُ...وأكذبُ أنا لا أُبالي بالأنامِ.. مللتهم حسبي بأنك مقلتايَ وأقربُ
عَتَبِي عَلَيْكَ بِأَنَّ قَلْبَكَ هَاجِرِي وَالنَّفْسُ قَدْ تَعِبَتْ مِنْ الإخْفِاقِ لَيْتَ الذي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فِي يَدِي فَأَضُمُّهُ ضَمَّاً بِغَيْرِ وَثَاقِ وَأَرُدُّ دَمْعَاتِي إلى أَهْدَاقِهَا فَلَطَالَمَا ضَاقَتْ بِها أَهْدَاقِي.
أفرطتُ في عَتبي ، فملَّ عتابي وسكتُّ كي يرضى ، فزادَ عذابي و هجرتهُ كي أستريحَ من العنا فوجدتهُ في غربتي وغيابي . .
وهمومُ قلبِكَ بالسجودِ زوالُها والذنبُ يُغفرُ والمواجعُ تنجلِي
وقد تَنْطِقُ الأشياءُ و هي صَوامتُ و ما كُلّ نُطْقِ المُخْبِرينَ كَلامُ
عانتْ ولكن لها روحٌ مطهّرةٌ حتى إذا حزنتْ، تحزن فتبتسمُ.
ما إن رحلتَ ودمعي باتَ منهمرًا حتى رجعتُ إلى الأوجاعِ أحييها . ليس العجيبُ بأنّ النارَ تحرقُني إنّ العجيبَ بأنّي أرتمي فيها!
ليتَ الذينَ نُحبُّهُم يَبقون، أو أنَّا إذا رحلوا كذَٰلك نرحلُ كم ليلةٍ مرَّت وذِكراهُم معي والقلبُ مَكلومٌ، وعينِي تَهملُ فإذا نَزلتُ بأرضِ مَن أحببتُهُم ألفَيتُ دمعي قبلَ جسمي يَنزِلُ .
لا زلتُ أبكي مُذ رحلتَ كأنّما في كلّ ثانيةٍ بكائي ودّعَك وتأُزّني ذكرى رحيلكَ كلّما قالتْ ظنوني أنّني مَن ضيّعَك لكنني.. واللهُ يَعلَمُ حالنا رغمَ ابتعادكَ كنتُ وحدي أتبعك لو عدتَ.. حالاً قد رضيتُ فما الذي باللهِ في قلبي لأجلكَ شفّعَك..؟ خُذْ مِبضعًا وخذِ الفؤادَ وما بهِ سترى امتناني إذْ أقبّل مِبضعَك لستُ الذي لكَ قد تَظِنّ مدامعي حتى ولو ظنّتْ بذلكَ أدمعك ولقد ضمَمتكَ مرةً من لهفتي حتى حسبتُكَ قد تُلاقي مصرعَك وشمَمتُ عطرَكَ مرةً في مخدعي أوَ بعدَ ذاكَ تظنّ أني أخدعك ؟ وتركتُ عذلَ العاذلينَ جميعَهُم لما أتَوكَ وكنتَ تُرخي مسمعَك ..! وهمَمْتُ أدعو للإلهِ بحرقةٍ ألا تفارقَ في الصبيحةِ مضجعَك لكنّني بدّلتُ دعوةَ حانقٍ لدعاءِ أمٍ في الصلاة لترفعك واللهِ قلبي لا يُطيقُ جفاءنا واللهِ نبضي لن يبارح أضلعَك والله عيني من بكائك قرحةٌ في وجهِ من هلّا ورحب مطلعك
رحلتُ وخلَّفْتُ الحبيبَ بدارهِ برغمي ولم أجنحْ إلى غيرهِ مَيْلا أعلّلُ نفسي بالحديثِ تَشاغلًا نَهاري وفي ليلي أحنّ إلى لَيْلَى.
لماذا لا يجفُّ الشوقُ فينا لماذا لانكفُّ ولا نتوبُ لهيبُ الشمسِ يخبو كلَّ يومٍ وفي اضلاعِنا يعلو اللهيبُ ولو شابتْ نواصي الليلِ يوماً ستبقى أنت في قلبي الحبيبُ
فَلا تاركًا قَلبي الأسير وشأنهُ ولا جامعًا شملي فَمِنكَ تُقَرِبُ
ولسْـتُ أخـشى رجــوعَ الكفِّ خائِبةً إن كُنْتَ يا مالكَ المُلكِ الذي يُعْطِي
ركوبُ الذنوبِ يُميتُ القلوبَ وقد يورثُ الذلَّ إدمانُها وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ وخيرٌ لنفسِكَ عِصيانُها.