وأنت منَّي كرُوحي بل أنت منها أحب وأنت للعينِ عينٌ وأنت للقلبِ قلب
وارفِقْ على رُوحي فإنكَ بعضُها واعطِفْ على قلبي فإنكَ فيهِ فواز اللعبون
يا سارِقَ الأنفاسِ كيف عبثتَ بي وأنا الكتومُ الحاذِقُ المُتحَـذّرُ جِدْ لي جوَاباً للسؤالِ لكي ترى إنّي أحبَّكَ فوقَ ما تتصـوَّرُ آمنتُ أنَّ الحُبَّ فيكَ نُبوءَتي وهواكَ شبه الموتِ لا يتكرَّرُ
ملأَ الفؤادَ بحبه فكساني فاحترتُ ماذا قد أقول عساني ماذا أقول إذا وصفتُ محمّداً والعاجزان قريحتي ولساني ماذا أقول لكي أُوفّيَ حقّهُ والقاصران بلاغتي وبياني باللّـه قولوا كيف يبلغ شاعرٌ وصفاً لنور اللّـهِ في إنسانِ صلوا عليه مع السلام محبّةً وتحيّةً وبخالص العرفانِ
صُبّحت بالشوقِ.. هل تشتاقُني كأنا؟ إذا شعرت بأشواقٍ تواريها هل ما تزالُ إذا تشتاقُ تمنعني من أن أراها وعن عينيّ تُخفيها أودعتُ عندك أحلامي، أتحفظها؟ أمّنتُ قلبك آمالي، أتؤويها؟ أهديتك العمر أرضًا لا بناءَ بها، أتستطيعُ ببعضِ الحبّ تبنيها؟
حاشى لِمِثلِكِ أَن تَكونَ بَخيلَةً... وَلِمِثلِ وَجهِكِ أَن يَكونَ عَبوسا وَلِمِثلِ وَصلِكِ أَن يَكونَ مُمَنَّعاً... وَلِمِثلِ نَيلِكِ أَن يَكونَ خَسيسا
بشار بن برد ظمِئتُ ولم أظمأْ إلى بَرْدِ مَشرَبٍ ولكنِ إلى وجهِ الحبيب ظَمِيتُ وقد وعدَتْنا نائلا ثم أخلفتْ وقالت لنا يوم الفراقِ: نسيتُ فما إنْ سَقَتْنا شَربةً مِن رُضابِها ولو فعلتْ مات الهوى ورضيتُ والبيت الأخير كقول الجاحظ:والعاشق متى ظفِر بالمعشوق مرةً نقص تسعة أعشار عشقه
وقريب من المعنى السابق قول صفي الدين الحلي: عَرَضْنا أنفُسًا عَزّت علينا ونعلمُ أنّها لا تُستَهانُ وهان نصيبُها لمّا تَجَلَّت عليكم، فاستَخفّ بها الهَوانُ ولو انّا مَنَعناها لَعَزّتْ وكانت كيفما كانت تُصانُ وما كنّا نَخالُ لها امتِهانا ولكنْ كلُّ معروضٍ يُهانُ
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو أَنَّنِي بَيْنَ مَعْشَرٍ سواءٌ لديهم طيِّبٌ وخبيثُ لهُم ألسنٌ إن رُمنَ أَمراً بلغنَهُ مِنَ النَّفْسِ مَصْنُوعٌ لَهُنَّ حَدِيثُ تَرِثُّ عَلَى قُرْبِ الوِدادِ عُهُودُهُمْ وكَيْفَ يَدُومُ الشَّيْءُ وهْوَ رَثِيثُ؟ —محمود البارودي.
لا تَيأسَنَّ لعُسرةٍ، فوراءَها يُسرانِ، وعدًا ليسَ فيهِ خِلافُ كَم عُسرَةٍ قَلِقَ الفتى لِنُزولِها للهِ في أعطافِها ألطافُ أبو الفتح البستي
قال الوأواء الدمشقي يهجو بخيلاً : إذا كسر الرّغيفَ بكى عليه بكا الخنساءِ إذْ فُجِعَت بصَخرِ ودونَ رغيفِه قَلْعُ الثَّنايا وضربٍ مثلَ وَقعةِ يومِ بدرِ الثنايا : الاسنان
صَبَاحٌ لَا تُعَكِّرُهُ كُرُوبُ وَتَنتَعِشُ المَشَاعِرُ وَالقُلُوبُ وَفِي نَسَمَاتٍهِ أَمَلٌ وَبُشرَى وَهَمٌّ يَنجَلِي وَأَسَىً يَذُوبُ
لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ وَيَرْحَمُ ما بِتُّ مِنْ خَوفِ الهَوى أتألَّمُ وَمِنَ العَجَائِبِ أنّني والسُّهْمُ لي مِن نَاظِرِيكَ وفي فُؤَادِي أَسْهُمُ دَارَيْتُ أَهْلَكَ في هَوَاكَ وَهُمْ عِدى ولأَجْلِ عَيْنٍ ألفُ عَيْنٍ تُكرَمُ الشاب الظريف
ومالي أراك في كل الوجوه؟ أغزوت عيني أم غزتك الأماكن!
كم غَــــابَ غيرُكَ لم أَشعُرْ بغَيبتِهِ وأنتَ إن غِبتَ لاحتْ لي سَجايـاكا أراكَ مِلْءَ جِهاتِ الأرضِ مُنْعكِساً كأنــَّـما هـذه الـــدُنيا مَــرَاياكــَــا
ما سِرُّ حُسنكِ؟ كم حاولتُ أدرِكُهُ وجمالُ عَينيّـك زادَ الأمـرَ تعقيدا
يا آيةً في الحُسْنِ ليس كمثلِها خُلُقًا وخَلْقًا في النِّساء حَسناءُ البدرُ أنتِ ومَن سِواكِ كواكبٌ والغَيثُ أنتِ ومَن سِواكِ غُثاءُ
تبرئ نفسها من كل ذنبٍ وتنسى أنّها سرقت فؤادي
صعدَ الجمالُ لنجمتي وتعلّى مستوشحاً ببريقها يتحلّى يانجمتي للهِ درُّ محاسنٍ سرقتِ فؤادًا في هواكِ تجلّى
وإذا المحبُّ قسا عليكَ فإنَّهُ يقسو عليكَ وقلبهُ يتقطَّعُ